الشهيدة ألمى شحود - الحرّة
ممرضة في الغوطة الشرقية
1986 - 14/06/2014
دمشق | حي الميدان
نشطت في مداواة وعلاج الجرحى في الغوطة الشرقية لدمشق أثناء الثورة السورية, تعرضت للإعتقال تحت التعذيب لمدة شهرين مما أدى لتدهور صحتها بشكل خطير , تم نقلها للأردن في محاولة لعلاجها لتتوفى في إحدى مشافي عمان.
ألما شحود .. (جميلة بوحيرد) السورية
قد يعتقد البعض أن القصص البطولية للمرأة العربية قد اختفت أو انقرضت، فلم نسمع منذ فترة بعيدة من الزمن عن سيرة حياتية نضالية مثل سيرة جميلة بوحيرد المجاهدة الجزائرية التي كانت من أشهر المناضلات اللواتي ساهمن في الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي في منتصف القرن الماضي، ولكن على ما يبدو أن الثورة السورية الأسطورية بدأت تكشف لنا عن قصص ثورية بطولية ، حيث أن مايشهده العالم الآن هو ثورة شعب لامثيل لها، تحولت إلى حرب شعواء ضد الشعب السوري الأعزل الذي اضطر إلى حمل السلاح رغما عنه.
ألما شحود امرأة دمشقية من مواليد الميدان عام 1986 ميلادي، قدمت بطولة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، شاركت في الثورة السورية بكل مراحلها حتى وصلت إلى مرتبة مقاتلة تقود مجموعة مسلحة تابعة للجيش السوري الحر ، أورينت نت زارت ألما شحود في مشفى عاقلة بالعاصمة الأردنية عمان حيث تقبع هناك منذ ثلاثة أشهر بهدف العلاج .
ثائرة منذ البداية
تروي ألما شحود لأورينت نت قصة انخراطها في الثورة السورية منذ الأشهر الأولى حيث تنقلت من التظاهر إلى التسلح مرورا بأعمال الإغاثة، حيث قالت: " عندما بدأت الثورة ووصلت المظاهرات لمدينتي عربين وعين ترما ، حيث إني أقيم بعين ترما وأعمل في عربين ، شاركت وتظاهرت بشكل سلمي كبقية السوريين في هاتين المدينتين ومع الأيام أصبح لدينا نازحون من المدن السورية التي تعرضت للقصف, فعملت مع مجموعة من النساء على إغاثتهم من خلال توزيع المعونات عليهن حيث إن حركة النسوة كانت أسهل من حركة الرجال آنذاك ، وعندما بدأ العمل المسلح للثورة وتشكلت بعض المجموعات المسلحة من شباب الغوطة وهنا كان العمل سرياً للغاية حيث كان مايزال النظام يسيطر على كافة المناطق والانتشار الأمني كثيف جدا، و كان لي أول دور بالعمل المسلح وهو نقل الذخيرة بين المجموعات حيث كنت أتظاهر بأني حامل بالشهور الأخيرة وأحمل الرصاص وألفه على بطني ففي ذلك الوقت لم تكن النساء معرضات للتفتيش من قبل حواجز الأمن والشبيحة، ويوما بعد يوم بدأ الثوار بتعليمي على استخدام السلاح وشيئا فشيئا بدأت بحمل السلاح."
مجموعة "الحرة" المقاتلة
التواجد الأمني في ريف دمشق أجبر المقاتلين على سرية العمل وعلى القيام بالضربات النوعية في ذلك الوقت (تقريبا منذ نهاية عام 2011) وأيضا لنقص الدعم ، حيث كان مصدر الدعم الذي تتلقاه المجموعات المسلحة من التجار وتبرعات الأهالي في دمشق وريفها ، ألما شحود في ذلك الوقت قررت إنشاء مجموعة مقاتلة تتألف من حوالي عشرين شابا وعن هذا تخبرنا قائلة : "كنت أملك مبلغا من المال ومجموعة من المجوهرات وقمت ببيعها وأصبح لدي مبلغ جيد ساعدني على شراء سلاح وذخيرة لعشرين شاباً وشكلت منهم مجموعة، ونحن كنا نتعامل بالأسماء المستعارة حتى إذا تعرض أي واحد منا للاعتقال واعترف بشيء تحت وطأة التعذيب تصبح اعترافاته غير مهمة ولا تؤذي أحدا منا، المجموعة أطلق عليها اسم مجموعة الحرة على اسمي الذي كنت ألقب به(الحرة)، وعملنا كان ينحصر بقتال عصابات هجومي أي نقوم بضرب المراكز الأمنية والحواجز ضربات نوعية وسريعة ونختفي بسرعة ويعود كل منا لمنزله، حيث كنت ألبس ملابس رجال وأضع اللثام على وجهي والعمل يكون بغاية السرية ، وأذكر عدة مرت بأني كنت أحصل على إجازات ساعية من عملي لأشارك بعمليات سريعة ضد قوات النظام ومن ثم أعود لعملي وكأن شيئأ لم يكن".
أول تجربة اعتقال
في الشهر السابع من عام 2012 كانت مدينة عربين تتعرض لقصف شديد من جانب قوات النظام وآنذاك كانت ألما شحود تساعد في إسعاف الجرحى ونقلهم وهنا تعرضت لأول تجربة اعتقال ،وعن ذلك تتحدث: "كنت في عملي بمدينة عربين وبدأ القصف الشديد وعندها قمت بالمساعدة بنقل الجرحى من أطفال ونساء وكان علي العودة لمنزلي في عين ترما وهنا ركبت بتكسي مع شاب ليوصلني من طرق فرعية بعيدة عن الحواجز وإذ بنا أمام حاجز طيار للأمن ,طلبوا منا النزول وبدون أي سبب بدأ العناصر بضرب الشاب سائق التكسي وعندما أراد الاستفسار عن سبب الضرب تعرض لضرب جنوني وهنا لم أستطع أنا السكوت وتدخلت للتخفيف عنه وإذا بأحد الضباط يشتمني بأبشع الألفاظ فقمت بتوجيه صفعة له على وجهه كردة فعل مباشرة مني، عندها تعرضت للضرب المبرح وأغمي علي ولم أفِق إلا وأنا في معتقل لفرع المخابرات الجوية حيث قضيت هناك 38 يوما ذقت فيها كل أنواع التعذيب التي لا تخطر على البال حتى إنهم قاموا بإزالة الشعر من رأسي بشكلٍ نهائي، وكانت التهمة الموجهة إلي هي (ناشطة سياسية) وهم لايعلمون أي شي عن عملي المسلح ولكن ذلك كان كله انتقاما بسبب ضربي لضابط الأمن، وأفرج عني بعدما دفع أهلي مبلغ مليوني ليرة سورية كرشاوى لمسؤولي النظام".
التحول إلى القتال الدائم
تشرح لنا ألما آثار الاعتقال على حالتها النفسية والجسدية ونتائجه قائلة: "عند خروجي من الاعتقال كنت بحالة مزرية جدا تفوق الخيال لأن بشاعة التعذيب الذي تعرضت له كان وحشياً جدا, و لكن أكثر شيء آلمني هو (حلق شعري ولهذا اليوم, حتى أصبح طول شعري بهذا الطول فقط)، كل هذا ولد عندي حب الانتقام وحالما تعافيت من آلامي الجسدية عدت إلى القتال فورا مع مجموعتي ولكن هذه المرة كان القتال مستمرا ودائما على عدة جبهات في الغوطة،فقد هجرتُ منزلي وأهلي، وفي ذلك الوقت اشتد الصراع المسلح حيث كنا نهاجم وندافع ونقوم بالكر والفر، وتنقلت بالقتال على جبهات عديدة منها الزبداني ورنكوس وحرستا و سقبا وحمورية وغيرها وذلك بالتعاون مع بقية المجموعات والكتائب ، ومجموعتي كانت ومازالت تتبع للمجلس العسكري بريف دمشق ونتلقى الدعم والخطط ونقوم بالتنسيق الكامل معه".
الإصابة بالشلل
في الشهر الأخير من عام 2012 كانون الأول ديسمبر اجتمعت مجموعة من كتائب الجيش السوري الحر وحشدت قواتها لتوجه ضربة قوية لفرع المخابرات الجوية في حرستا، ألما شحود ومجموعتها كانوا من ضمن هذه الكتائب ،وجرت معركة قوية جدا كان الهدف منها اقتحام الفرع ، هي المعركة الأخيرة التي شاركت بها ألما حيث أُصيبت إصابة بالغة أدت إلى شللها، وعن ذلك تتحدث قائلة: " كنا نخوض مواجهات قريبة جدا مع قوات النظام وأني اتذكر أن هذه المعركة استغرقت أكثر من ثلاث ساعات ، وعندها أُصيب أبو بكر وهو من أفراد مجموعتي وذهبت نحوه لسحبه وإذا بجنود النظام يهاجموني ويحيطون بي وبدؤوا بضربي بأسفل أسلحتهم الكلاشنكوف بطريقة هستيرية حتى أُغمي عليّ وظنوا أني مُت ، وكنت أعتقد لحظتها بأنهم كانوا ينوّن اعتقالي أنا وأبو بكر ، وفي هذه الأثناء استطاعت مجموعتي وبعض المقاتلين إنقاذنا من أيدي جنود النظام وأسعفونا إلى المشفى الميداني في عين ترما ، أبو بكر استشهد وأنا تقريبا كانت حالتي الصحية سيئة جدا لأن الضرب الذي تلقيته أدى إلى كسور كثيرة في جسمي وخصوصا في فقرات العمود الفقري وأصبحت مشلولة على إثر ذلك، لم يستطع المشفى الميداني تقديم المساعدة الطبية لي لضعف قدراته العلاجية، وهنا قرر أهلي أخذي إلى مشفى أبن النفيس الذي يسيطر عليه النظام ظناَ منهم بأن اسمي غير موجود لديهم وبأنني لست مطلوبة ، وكنت معظم الوقت مُغمى علي، حتى استيقظت ورأيت قدماي مقيدتين بالسرير الذي أنا عليه في مشفى ابن النفيس ، وبقيتُ خمسين يوما تقريبا أعالج وأنا معتقلة حتى تمكن الثوار من إخراجي عن طريق دفع مبلغ 200 ألف ليرة سورية كرشوى للشرطي الذي غيّر اسمي وأخرجوني بشكل رسمي، ومن ثم قاموا بنقلي إلى مشفى حلاوة بكفر بطنا وهو مشفى خاص وبقيت هناك تقريبا شهر وبعدها اضطررنا للخروج حيث كان القصف عشوائيا يستهدف كل شيء ، وقد استطاعت مجموعتي في شهر آذار من هذا العام نقلي إلى الأردن وقد أجريت عملية لي ومنذ ذلك الحين وأنا هنا في المشفى."
ألما شحود امرأة دمشقية من مواليد الميدان عام 1986 ميلادي، قدمت بطولة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، شاركت في الثورة السورية بكل مراحلها حتى وصلت إلى مرتبة مقاتلة تقود مجموعة مسلحة تابعة للجيش السوري الحر ، أورينت نت زارت ألما شحود في مشفى عاقلة بالعاصمة الأردنية عمان حيث تقبع هناك منذ ثلاثة أشهر بهدف العلاج .
ثائرة منذ البداية
تروي ألما شحود لأورينت نت قصة انخراطها في الثورة السورية منذ الأشهر الأولى حيث تنقلت من التظاهر إلى التسلح مرورا بأعمال الإغاثة، حيث قالت: " عندما بدأت الثورة ووصلت المظاهرات لمدينتي عربين وعين ترما ، حيث إني أقيم بعين ترما وأعمل في عربين ، شاركت وتظاهرت بشكل سلمي كبقية السوريين في هاتين المدينتين ومع الأيام أصبح لدينا نازحون من المدن السورية التي تعرضت للقصف, فعملت مع مجموعة من النساء على إغاثتهم من خلال توزيع المعونات عليهن حيث إن حركة النسوة كانت أسهل من حركة الرجال آنذاك ، وعندما بدأ العمل المسلح للثورة وتشكلت بعض المجموعات المسلحة من شباب الغوطة وهنا كان العمل سرياً للغاية حيث كان مايزال النظام يسيطر على كافة المناطق والانتشار الأمني كثيف جدا، و كان لي أول دور بالعمل المسلح وهو نقل الذخيرة بين المجموعات حيث كنت أتظاهر بأني حامل بالشهور الأخيرة وأحمل الرصاص وألفه على بطني ففي ذلك الوقت لم تكن النساء معرضات للتفتيش من قبل حواجز الأمن والشبيحة، ويوما بعد يوم بدأ الثوار بتعليمي على استخدام السلاح وشيئا فشيئا بدأت بحمل السلاح."
مجموعة "الحرة" المقاتلة
التواجد الأمني في ريف دمشق أجبر المقاتلين على سرية العمل وعلى القيام بالضربات النوعية في ذلك الوقت (تقريبا منذ نهاية عام 2011) وأيضا لنقص الدعم ، حيث كان مصدر الدعم الذي تتلقاه المجموعات المسلحة من التجار وتبرعات الأهالي في دمشق وريفها ، ألما شحود في ذلك الوقت قررت إنشاء مجموعة مقاتلة تتألف من حوالي عشرين شابا وعن هذا تخبرنا قائلة : "كنت أملك مبلغا من المال ومجموعة من المجوهرات وقمت ببيعها وأصبح لدي مبلغ جيد ساعدني على شراء سلاح وذخيرة لعشرين شاباً وشكلت منهم مجموعة، ونحن كنا نتعامل بالأسماء المستعارة حتى إذا تعرض أي واحد منا للاعتقال واعترف بشيء تحت وطأة التعذيب تصبح اعترافاته غير مهمة ولا تؤذي أحدا منا، المجموعة أطلق عليها اسم مجموعة الحرة على اسمي الذي كنت ألقب به(الحرة)، وعملنا كان ينحصر بقتال عصابات هجومي أي نقوم بضرب المراكز الأمنية والحواجز ضربات نوعية وسريعة ونختفي بسرعة ويعود كل منا لمنزله، حيث كنت ألبس ملابس رجال وأضع اللثام على وجهي والعمل يكون بغاية السرية ، وأذكر عدة مرت بأني كنت أحصل على إجازات ساعية من عملي لأشارك بعمليات سريعة ضد قوات النظام ومن ثم أعود لعملي وكأن شيئأ لم يكن".
أول تجربة اعتقال
في الشهر السابع من عام 2012 كانت مدينة عربين تتعرض لقصف شديد من جانب قوات النظام وآنذاك كانت ألما شحود تساعد في إسعاف الجرحى ونقلهم وهنا تعرضت لأول تجربة اعتقال ،وعن ذلك تتحدث: "كنت في عملي بمدينة عربين وبدأ القصف الشديد وعندها قمت بالمساعدة بنقل الجرحى من أطفال ونساء وكان علي العودة لمنزلي في عين ترما وهنا ركبت بتكسي مع شاب ليوصلني من طرق فرعية بعيدة عن الحواجز وإذ بنا أمام حاجز طيار للأمن ,طلبوا منا النزول وبدون أي سبب بدأ العناصر بضرب الشاب سائق التكسي وعندما أراد الاستفسار عن سبب الضرب تعرض لضرب جنوني وهنا لم أستطع أنا السكوت وتدخلت للتخفيف عنه وإذا بأحد الضباط يشتمني بأبشع الألفاظ فقمت بتوجيه صفعة له على وجهه كردة فعل مباشرة مني، عندها تعرضت للضرب المبرح وأغمي علي ولم أفِق إلا وأنا في معتقل لفرع المخابرات الجوية حيث قضيت هناك 38 يوما ذقت فيها كل أنواع التعذيب التي لا تخطر على البال حتى إنهم قاموا بإزالة الشعر من رأسي بشكلٍ نهائي، وكانت التهمة الموجهة إلي هي (ناشطة سياسية) وهم لايعلمون أي شي عن عملي المسلح ولكن ذلك كان كله انتقاما بسبب ضربي لضابط الأمن، وأفرج عني بعدما دفع أهلي مبلغ مليوني ليرة سورية كرشاوى لمسؤولي النظام".
التحول إلى القتال الدائم
تشرح لنا ألما آثار الاعتقال على حالتها النفسية والجسدية ونتائجه قائلة: "عند خروجي من الاعتقال كنت بحالة مزرية جدا تفوق الخيال لأن بشاعة التعذيب الذي تعرضت له كان وحشياً جدا, و لكن أكثر شيء آلمني هو (حلق شعري ولهذا اليوم, حتى أصبح طول شعري بهذا الطول فقط)، كل هذا ولد عندي حب الانتقام وحالما تعافيت من آلامي الجسدية عدت إلى القتال فورا مع مجموعتي ولكن هذه المرة كان القتال مستمرا ودائما على عدة جبهات في الغوطة،فقد هجرتُ منزلي وأهلي، وفي ذلك الوقت اشتد الصراع المسلح حيث كنا نهاجم وندافع ونقوم بالكر والفر، وتنقلت بالقتال على جبهات عديدة منها الزبداني ورنكوس وحرستا و سقبا وحمورية وغيرها وذلك بالتعاون مع بقية المجموعات والكتائب ، ومجموعتي كانت ومازالت تتبع للمجلس العسكري بريف دمشق ونتلقى الدعم والخطط ونقوم بالتنسيق الكامل معه".
الإصابة بالشلل
في الشهر الأخير من عام 2012 كانون الأول ديسمبر اجتمعت مجموعة من كتائب الجيش السوري الحر وحشدت قواتها لتوجه ضربة قوية لفرع المخابرات الجوية في حرستا، ألما شحود ومجموعتها كانوا من ضمن هذه الكتائب ،وجرت معركة قوية جدا كان الهدف منها اقتحام الفرع ، هي المعركة الأخيرة التي شاركت بها ألما حيث أُصيبت إصابة بالغة أدت إلى شللها، وعن ذلك تتحدث قائلة: " كنا نخوض مواجهات قريبة جدا مع قوات النظام وأني اتذكر أن هذه المعركة استغرقت أكثر من ثلاث ساعات ، وعندها أُصيب أبو بكر وهو من أفراد مجموعتي وذهبت نحوه لسحبه وإذا بجنود النظام يهاجموني ويحيطون بي وبدؤوا بضربي بأسفل أسلحتهم الكلاشنكوف بطريقة هستيرية حتى أُغمي عليّ وظنوا أني مُت ، وكنت أعتقد لحظتها بأنهم كانوا ينوّن اعتقالي أنا وأبو بكر ، وفي هذه الأثناء استطاعت مجموعتي وبعض المقاتلين إنقاذنا من أيدي جنود النظام وأسعفونا إلى المشفى الميداني في عين ترما ، أبو بكر استشهد وأنا تقريبا كانت حالتي الصحية سيئة جدا لأن الضرب الذي تلقيته أدى إلى كسور كثيرة في جسمي وخصوصا في فقرات العمود الفقري وأصبحت مشلولة على إثر ذلك، لم يستطع المشفى الميداني تقديم المساعدة الطبية لي لضعف قدراته العلاجية، وهنا قرر أهلي أخذي إلى مشفى أبن النفيس الذي يسيطر عليه النظام ظناَ منهم بأن اسمي غير موجود لديهم وبأنني لست مطلوبة ، وكنت معظم الوقت مُغمى علي، حتى استيقظت ورأيت قدماي مقيدتين بالسرير الذي أنا عليه في مشفى ابن النفيس ، وبقيتُ خمسين يوما تقريبا أعالج وأنا معتقلة حتى تمكن الثوار من إخراجي عن طريق دفع مبلغ 200 ألف ليرة سورية كرشوى للشرطي الذي غيّر اسمي وأخرجوني بشكل رسمي، ومن ثم قاموا بنقلي إلى مشفى حلاوة بكفر بطنا وهو مشفى خاص وبقيت هناك تقريبا شهر وبعدها اضطررنا للخروج حيث كان القصف عشوائيا يستهدف كل شيء ، وقد استطاعت مجموعتي في شهر آذار من هذا العام نقلي إلى الأردن وقد أجريت عملية لي ومنذ ذلك الحين وأنا هنا في المشفى."
التشخيص الطبي للحالة
أيمن الحوارنة هو الطبيب المسؤول عن حالة ألما شحود الطبية، شخّصَ حالتها لأورينت نت قائلاً : " ألما مصابة بشلل سفلي من مستوى منطقة الصدر إلى الأسفل ولديها قرحات اضطجاعية في ظهرها أي أن الظهر مفتوح بعدة أماكن وذلك بسبب بقائها في الفراش لمدة طويلة ، يعني بالعامية ( أن جسمها مفتح) ، كما أن لديها ضعف بالعضلات الصدرية ولذلك فإن لديها صعوبة بالتنفس ، ونحن الآن بطور علاجها من كل ذلك لنصل لهدفنا وهو جعلها قادرة على الجلوس ومن ثم يكون بقدورها استعمال الكرسي المتحرك، ولكن للأسف الشديد حالة شللها ليس لها علاج!!".
بالتأكيد هناك أوجه اختلاف كبيرة بين قصتي ألما شحود وجميلة بوحيرد ، وأبرز هذه الأوجه أن بوحيرد عُذبت واُعتقلت من قبل الاستعمار الفرنسي ولكن ألما عُذبت واُعتقلت وحُلق شعرها وضُربت حتى الشلل من قبل أبناء وطنها ، من قبل جنود الجيش السوري الذين كان المفترض بهم حمايتها وحماية بقية الشعب السوري من الأسد الابن والأب، قصة ألما شحود سوف تقرأها الأجيال السورية القادمة ، وربما سوف تشاهد القصة في فيلم سينمائي أو حتى مسلسل درامي تاريخي بطولي.
أيمن الحوارنة هو الطبيب المسؤول عن حالة ألما شحود الطبية، شخّصَ حالتها لأورينت نت قائلاً : " ألما مصابة بشلل سفلي من مستوى منطقة الصدر إلى الأسفل ولديها قرحات اضطجاعية في ظهرها أي أن الظهر مفتوح بعدة أماكن وذلك بسبب بقائها في الفراش لمدة طويلة ، يعني بالعامية ( أن جسمها مفتح) ، كما أن لديها ضعف بالعضلات الصدرية ولذلك فإن لديها صعوبة بالتنفس ، ونحن الآن بطور علاجها من كل ذلك لنصل لهدفنا وهو جعلها قادرة على الجلوس ومن ثم يكون بقدورها استعمال الكرسي المتحرك، ولكن للأسف الشديد حالة شللها ليس لها علاج!!".
بالتأكيد هناك أوجه اختلاف كبيرة بين قصتي ألما شحود وجميلة بوحيرد ، وأبرز هذه الأوجه أن بوحيرد عُذبت واُعتقلت من قبل الاستعمار الفرنسي ولكن ألما عُذبت واُعتقلت وحُلق شعرها وضُربت حتى الشلل من قبل أبناء وطنها ، من قبل جنود الجيش السوري الذين كان المفترض بهم حمايتها وحماية بقية الشعب السوري من الأسد الابن والأب، قصة ألما شحود سوف تقرأها الأجيال السورية القادمة ، وربما سوف تشاهد القصة في فيلم سينمائي أو حتى مسلسل درامي تاريخي بطولي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفاة ألمى شحود الملقبة بالحرة بعد عام من تهريبها من المعتقل وابقائها مخدرة لمدة شهرين من قبل الأمن السوري
midan-news
ألمى شحود لقبها ثوار الغوطة الشرقية بالحرة بسبب كثرة نشاطها على جميع الأصعدة على الجبهات والطبابة كانت من أوائل المسعفين للكثير من الثوار قبل تحرير الغوطة وأثنائها وبعد تحرير الغوطة بفترة قليلة طلبت الحرة على جهاز اللاسلكي لانقاذ الجرحى نتيجة غارة جوية على أحد مشافي الغوطة الشرقية وانطلقت بعدها الحرة بسيارتها ومرافقها إلى مكان القصف وهي في الطريق جرى معها حادث ادى إلى انقلاب السيارة واصيبت في النخاع الشوكي وبسبب قلة المعدات الطبية اضطر الثوار إلى تهريبها إلى مستشفى المواساة في دمشق وعندما وصلت إلى المشفى اكتشف الأمن السوري هويتها فأبقاها تحت التخدير وأعطاها جرع زائدة من المخدر لمدة 60 يوما مماأدى إلى تقرح جسدها وإصابتها بإدمان وكانت الحرة حينئذ حامل وولدت داخل المستشفى واحتجر الأمن السوري طفلها الوليد استطاع أحد الثوار الوصول إلى أحد عناصر الأمن ودفع رشوة له من أجل تهريبها استطاع الثوار نقلها إلى الغوطة أمضت حوالي الشهر والنصف في إحدى المشافي وحالتها تتدهور لم يكن أمام الثوار إلا إرسالها إلى الأردن وهو ماكانت ترفضه الحرة التي كانت تريد أن تقضي أخر أيام حياتها في الغوطة, وصلت الحرة إلى الأردن وأمضت حوالي ال 9 أشهر تحت العلاج ولكن المخدر الذي كان يعطى لها كان قد تسبب بقتل الكثير من المرممات مما سبب حالة من عدم إغلاق الجروح عندما تتفتح وأصيبت بحالة شلل نصفي, أمضت الحرة أيامها الأخيرة في الأردن تطلب إعادتها إلى الغوطة ولم يستطع الأطباء تقديم العون بسبب سوء حالتها الصحية وأعلن الطبيب المسؤول عنها وفاتها اليوم في عمان وتم دفنها هناك 14-6-2014.
اعتقال وتعذيب ومثابرة
تعرضت الحرة قبل اصابتها إلى حالة اعتقال قضت خلالها ستة شهور في المخابرات الجوية في حرستا تعرضت خلالها إلى جميع أشكال التعذيب والإهانات النفسية والجسدية وبعد خروجها عادت وعملت مع الثوار وكانت تهرب الذخيرة وتلبس الحطة الثورية وتخرج معهم على الجبهات نشطت الحرة في الزبداني وداريا ومن ثم استقرت في مكان اقامتها في الغوطة الشرقية واسسست طبية الحرة هناك وكان اسمها يصدح على الجهاز اللاسلكي واعتبرها الثوار المسعفة الأكثر نشاطاً في الغوطة الشرقية في ذلك الوقت
بعد الإصابة ليلة كاملة في الصحراء الحدودية وحيدة
بعد عدة محاولات نقل للحرة إلى الأردن وعودتها إلى الغوطة واستفحال حالتها الصحية استطاع الثوار إيصال الحرة المشلولة والتي تحتاج إلى من يزيل البلغم من حلقها إلى الحدود الأردنية السورية وتركت مع اثنين من المرافقين اضطر المرافقان إلى الذهاب إلى شرطة الحدود من أجل إحضار سيارة اسعاف وبسبب تأخر الوقت ابتعد احد المرافقين عنها من أجل البحث عن صديقه في الصحراء وبسبب عتمة الليل الصحراوية اضاع الصديقان الحرة وبدؤوا بالبحث عنها ولم يستطيعوا العثور عليها إلا عند عودة الصباح بمساعدة الشرطة الحدودية الأردنية استغرب الصديقان كيف بقيت حية فالبلغم في حلقها يحتاج لمن يزيله بجهاز وهي عاجزة عن تحريك يدها وقالت الحرة أنها كانت تسمع أصوات الضباع ولكنها كانت تقرأ القرآن حينذ لكي تصبر حلى ينزل الله فرجه على حد قولها
midan-news
ألمى شحود لقبها ثوار الغوطة الشرقية بالحرة بسبب كثرة نشاطها على جميع الأصعدة على الجبهات والطبابة كانت من أوائل المسعفين للكثير من الثوار قبل تحرير الغوطة وأثنائها وبعد تحرير الغوطة بفترة قليلة طلبت الحرة على جهاز اللاسلكي لانقاذ الجرحى نتيجة غارة جوية على أحد مشافي الغوطة الشرقية وانطلقت بعدها الحرة بسيارتها ومرافقها إلى مكان القصف وهي في الطريق جرى معها حادث ادى إلى انقلاب السيارة واصيبت في النخاع الشوكي وبسبب قلة المعدات الطبية اضطر الثوار إلى تهريبها إلى مستشفى المواساة في دمشق وعندما وصلت إلى المشفى اكتشف الأمن السوري هويتها فأبقاها تحت التخدير وأعطاها جرع زائدة من المخدر لمدة 60 يوما مماأدى إلى تقرح جسدها وإصابتها بإدمان وكانت الحرة حينئذ حامل وولدت داخل المستشفى واحتجر الأمن السوري طفلها الوليد استطاع أحد الثوار الوصول إلى أحد عناصر الأمن ودفع رشوة له من أجل تهريبها استطاع الثوار نقلها إلى الغوطة أمضت حوالي الشهر والنصف في إحدى المشافي وحالتها تتدهور لم يكن أمام الثوار إلا إرسالها إلى الأردن وهو ماكانت ترفضه الحرة التي كانت تريد أن تقضي أخر أيام حياتها في الغوطة, وصلت الحرة إلى الأردن وأمضت حوالي ال 9 أشهر تحت العلاج ولكن المخدر الذي كان يعطى لها كان قد تسبب بقتل الكثير من المرممات مما سبب حالة من عدم إغلاق الجروح عندما تتفتح وأصيبت بحالة شلل نصفي, أمضت الحرة أيامها الأخيرة في الأردن تطلب إعادتها إلى الغوطة ولم يستطع الأطباء تقديم العون بسبب سوء حالتها الصحية وأعلن الطبيب المسؤول عنها وفاتها اليوم في عمان وتم دفنها هناك 14-6-2014.
اعتقال وتعذيب ومثابرة
تعرضت الحرة قبل اصابتها إلى حالة اعتقال قضت خلالها ستة شهور في المخابرات الجوية في حرستا تعرضت خلالها إلى جميع أشكال التعذيب والإهانات النفسية والجسدية وبعد خروجها عادت وعملت مع الثوار وكانت تهرب الذخيرة وتلبس الحطة الثورية وتخرج معهم على الجبهات نشطت الحرة في الزبداني وداريا ومن ثم استقرت في مكان اقامتها في الغوطة الشرقية واسسست طبية الحرة هناك وكان اسمها يصدح على الجهاز اللاسلكي واعتبرها الثوار المسعفة الأكثر نشاطاً في الغوطة الشرقية في ذلك الوقت
بعد الإصابة ليلة كاملة في الصحراء الحدودية وحيدة
بعد عدة محاولات نقل للحرة إلى الأردن وعودتها إلى الغوطة واستفحال حالتها الصحية استطاع الثوار إيصال الحرة المشلولة والتي تحتاج إلى من يزيل البلغم من حلقها إلى الحدود الأردنية السورية وتركت مع اثنين من المرافقين اضطر المرافقان إلى الذهاب إلى شرطة الحدود من أجل إحضار سيارة اسعاف وبسبب تأخر الوقت ابتعد احد المرافقين عنها من أجل البحث عن صديقه في الصحراء وبسبب عتمة الليل الصحراوية اضاع الصديقان الحرة وبدؤوا بالبحث عنها ولم يستطيعوا العثور عليها إلا عند عودة الصباح بمساعدة الشرطة الحدودية الأردنية استغرب الصديقان كيف بقيت حية فالبلغم في حلقها يحتاج لمن يزيله بجهاز وهي عاجزة عن تحريك يدها وقالت الحرة أنها كانت تسمع أصوات الضباع ولكنها كانت تقرأ القرآن حينذ لكي تصبر حلى ينزل الله فرجه على حد قولها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رحيل الحرة "ألمى شحود" في أحد مستشفيات عمان
زمان الوصل
في مشفى "عاقلة" بمدينة عمان الأردنية وبعد رحلة مريرة مع الألم رحلت يوم أمس الناشطة "ألمى شحود" التي تحولت إلى أيقونة من أيقونات الثورة السورية، ولقبها الثوار بالحرة لنشاطها الكبير في مجال الطبابة والإسعاف والإغاثة لترتقي روحها مع أرواح شهداء الحرية والكرامة، وروى ناشطون قصصاً أقرب إلى الخيال عن شجاعتها وتفانيها في خدمة الثورة السورية. فأثناء تحرير الغوطة لبت الحرة " ألمى شحود" نداء الواجب لإنقاذ الجرحى نتيجة غارة جوية على أحد مشافي الغوطة الشرقية، فانطلقت بسيارتها ومرافقها إلى مكان القصف وأثناء سيرها إلى مكان القصف انقلبت بها السيارة فأصيبت في نخاعها الشوكي وبسبب قلة المعدات الطبية تم تهريبها إلى مستشفى المواساة في دمشق وعندما وصلت إلى المشفى اكتشف الأمن السوري هويتها تم حقنها بجرعة زائدة من المخدر لمدة 60 يوماً مما أدى إلى تقرح جسدها وإصابتها بإدمان، وكانت "الحرة" حينئذ حاملاً بجنينها الذي ولدته داخل المستشفى وقام الأمن السوري باحتجاز طفلها الوليد وبعدها قام الثوار بتهريبها من خلال دفع رشوة لأحد عناصر الأمن الموكلين بحراستها وتم نقلها إلى الغوطة حيث بقيت حوالي الشهر والنصف في إحدى المشافي الميدانية ولكن حالتها تدهورت ولم يكن أمام الثوار إلا إرسالها إلى الأردن، وهو الأمر الذي كانت ترفضه "الحرة" باستمرار، وكانت تأمل بأن تمضي أواخر حياتها في الغوطة وأثناء نقلها إلى الأردن حدثت معها قصة أغرب من الخيال حيث تركها الثوار مع اثنين من المرافقين فاضطر أحدهما لتركها والذهاب إلى شرطة الحدود لاستدعاء سيارة إسعاف وعندما تأخر الوقت ولم يحضر المرافق ذهب المرافق الآخر للبحث عن صديقه وبسبب عتمة الصحراء أضاع المرافقان "الحرة" ولم يعثرا عليها إلا مع بزوغ ساعات اليوم التالي وبمساعدة شرطة الحدود الأردنية واستغرب المرافقان كيف حافظت "الحرة" على حياتها فالبلغم الموجود في حلقها يحتاج إلى إزالة بواسطة جهاز وإلا تعرضت للاختناق بسببه وهي كانت في حالة شلل تمنعها من تحريك يدها وأرادت مشيئة الله أن تموت "الحرة" ألمى شحود على فراش المرض في أحد مستشفيات عمان، وروت "الحرة" بعد إسعافها إنها (كانت تسمع أصوات الحيوانات المفترسة ولكنها كانت تقرأ القرآن آنذاك لكي تتجمل بالصبر منتظرة فرج الله القريب)، على حد قولها.
ويروي الناشط محمود صدقة الذي ساعدها في الحصول على ورقة المفوضية –كما قال- إن الشهيدة الحرة أمضت في مستشفى عاقلة حوالي تسعة أشهر تحت العلاج ولكن المخدر الذي كان يُعطى لها تسبب بإماتة الكثير من مرممات الجروح مما سبب لها حالة من فتح دائم للجروح وأصيبت بشلل نصفي، وكثيراً ما كانت تطلب من زوارها إعادتها إلى الغوطة لتموت هناك ولم يستطع أطباؤها تقديم العون لها بسبب تدهور حالتها الصحية وأعلن طبيبها المسؤول عن وفاتها أمس وتم دفنها في أحد مقابر عمان لتطوى صفحة مشرفة من صفحات الثورة السورية.
ونعى رئيس الائتلاف الوطني السابق معاذ الخطيب الشهيدة "الحرة" قائلاً: هذه إحدى عظيمات الثورة السورية في غوطة دمشق، وقصتها أعجب من أن تصدقها العقول، ولم يبقَ نوع من العذاب لم تتعرض له، وبقيت صامدة، إلى أن أنهكها الحقن الشديد بالمخدرات على يد الأمن المتوحش الفاجر، ونجت بصعوبة بعد عدة محاولات شديدة الخطر، ويضيف الخطيب بلغة مؤثرة: "كثيرون ساعدتهم، وكثيرون أعانوها، وكثيرون أهملوها، وأخيراً مضت إلى بارئها تشكو إليه توحش البشر وضياع الضمير، وقد عاشت حرة وماتت بعزة نفس تغيظ العدا، كنت في أمان الله أختاه ستظلين علم الحق الذي تتقاصر دونه الهامات".
زمان الوصل
في مشفى "عاقلة" بمدينة عمان الأردنية وبعد رحلة مريرة مع الألم رحلت يوم أمس الناشطة "ألمى شحود" التي تحولت إلى أيقونة من أيقونات الثورة السورية، ولقبها الثوار بالحرة لنشاطها الكبير في مجال الطبابة والإسعاف والإغاثة لترتقي روحها مع أرواح شهداء الحرية والكرامة، وروى ناشطون قصصاً أقرب إلى الخيال عن شجاعتها وتفانيها في خدمة الثورة السورية. فأثناء تحرير الغوطة لبت الحرة " ألمى شحود" نداء الواجب لإنقاذ الجرحى نتيجة غارة جوية على أحد مشافي الغوطة الشرقية، فانطلقت بسيارتها ومرافقها إلى مكان القصف وأثناء سيرها إلى مكان القصف انقلبت بها السيارة فأصيبت في نخاعها الشوكي وبسبب قلة المعدات الطبية تم تهريبها إلى مستشفى المواساة في دمشق وعندما وصلت إلى المشفى اكتشف الأمن السوري هويتها تم حقنها بجرعة زائدة من المخدر لمدة 60 يوماً مما أدى إلى تقرح جسدها وإصابتها بإدمان، وكانت "الحرة" حينئذ حاملاً بجنينها الذي ولدته داخل المستشفى وقام الأمن السوري باحتجاز طفلها الوليد وبعدها قام الثوار بتهريبها من خلال دفع رشوة لأحد عناصر الأمن الموكلين بحراستها وتم نقلها إلى الغوطة حيث بقيت حوالي الشهر والنصف في إحدى المشافي الميدانية ولكن حالتها تدهورت ولم يكن أمام الثوار إلا إرسالها إلى الأردن، وهو الأمر الذي كانت ترفضه "الحرة" باستمرار، وكانت تأمل بأن تمضي أواخر حياتها في الغوطة وأثناء نقلها إلى الأردن حدثت معها قصة أغرب من الخيال حيث تركها الثوار مع اثنين من المرافقين فاضطر أحدهما لتركها والذهاب إلى شرطة الحدود لاستدعاء سيارة إسعاف وعندما تأخر الوقت ولم يحضر المرافق ذهب المرافق الآخر للبحث عن صديقه وبسبب عتمة الصحراء أضاع المرافقان "الحرة" ولم يعثرا عليها إلا مع بزوغ ساعات اليوم التالي وبمساعدة شرطة الحدود الأردنية واستغرب المرافقان كيف حافظت "الحرة" على حياتها فالبلغم الموجود في حلقها يحتاج إلى إزالة بواسطة جهاز وإلا تعرضت للاختناق بسببه وهي كانت في حالة شلل تمنعها من تحريك يدها وأرادت مشيئة الله أن تموت "الحرة" ألمى شحود على فراش المرض في أحد مستشفيات عمان، وروت "الحرة" بعد إسعافها إنها (كانت تسمع أصوات الحيوانات المفترسة ولكنها كانت تقرأ القرآن آنذاك لكي تتجمل بالصبر منتظرة فرج الله القريب)، على حد قولها.
ويروي الناشط محمود صدقة الذي ساعدها في الحصول على ورقة المفوضية –كما قال- إن الشهيدة الحرة أمضت في مستشفى عاقلة حوالي تسعة أشهر تحت العلاج ولكن المخدر الذي كان يُعطى لها تسبب بإماتة الكثير من مرممات الجروح مما سبب لها حالة من فتح دائم للجروح وأصيبت بشلل نصفي، وكثيراً ما كانت تطلب من زوارها إعادتها إلى الغوطة لتموت هناك ولم يستطع أطباؤها تقديم العون لها بسبب تدهور حالتها الصحية وأعلن طبيبها المسؤول عن وفاتها أمس وتم دفنها في أحد مقابر عمان لتطوى صفحة مشرفة من صفحات الثورة السورية.
ونعى رئيس الائتلاف الوطني السابق معاذ الخطيب الشهيدة "الحرة" قائلاً: هذه إحدى عظيمات الثورة السورية في غوطة دمشق، وقصتها أعجب من أن تصدقها العقول، ولم يبقَ نوع من العذاب لم تتعرض له، وبقيت صامدة، إلى أن أنهكها الحقن الشديد بالمخدرات على يد الأمن المتوحش الفاجر، ونجت بصعوبة بعد عدة محاولات شديدة الخطر، ويضيف الخطيب بلغة مؤثرة: "كثيرون ساعدتهم، وكثيرون أعانوها، وكثيرون أهملوها، وأخيراً مضت إلى بارئها تشكو إليه توحش البشر وضياع الضمير، وقد عاشت حرة وماتت بعزة نفس تغيظ العدا، كنت في أمان الله أختاه ستظلين علم الحق الذي تتقاصر دونه الهامات".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الائتلاف الوطني السوري
15 حزيران، 2014
يتقدم الائتلاف الوطني السوري بخالص تعازيه لعائلة الشهيدة (ألمى شحود) التي توفيت أمس السبت في أحد مشافي الأردن بعد تفاقم حالتها الصحية، وكانت الشهيدة قد تعرضت لحادث أليم أثناء مجازفتها بإسعاف عدد من الجرحى الذين سقطوا نتيجة غارة جوية على مشفى ميداني بالغوطة الشرقية.
لقبت ألمى من قبل الثوار بالـ "الحرة" لكثرة نشاطها على جميع الأصعدة والجبهات، وكانت قد تعرضت للاعتقال أثناء الثورة لمدة ستة أشهر، لتتفرغ بعد إطلاق سراحها للعمل الطبي، حيث شاركت في تأسيس مركز طبي لمعالجة الثوار والأهالي، واعتبرت المسعفة الأكثر نشاطاً في الغوطة الشرقية.
15 حزيران، 2014
يتقدم الائتلاف الوطني السوري بخالص تعازيه لعائلة الشهيدة (ألمى شحود) التي توفيت أمس السبت في أحد مشافي الأردن بعد تفاقم حالتها الصحية، وكانت الشهيدة قد تعرضت لحادث أليم أثناء مجازفتها بإسعاف عدد من الجرحى الذين سقطوا نتيجة غارة جوية على مشفى ميداني بالغوطة الشرقية.
لقبت ألمى من قبل الثوار بالـ "الحرة" لكثرة نشاطها على جميع الأصعدة والجبهات، وكانت قد تعرضت للاعتقال أثناء الثورة لمدة ستة أشهر، لتتفرغ بعد إطلاق سراحها للعمل الطبي، حيث شاركت في تأسيس مركز طبي لمعالجة الثوار والأهالي، واعتبرت المسعفة الأكثر نشاطاً في الغوطة الشرقية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق