قائد كتيبة في الفرقة الأولى الساحلية
ريف اللاذقية جبل الأكراد -الشهيد رياض عابدين
(1955- 2015م)
هو المجاهد الشهيد القائد أبو سليم جولاق .. بطل الثورتين السوريتين
المولد، والنشأة:
ولد المجاهد الشهيد الخال أبو سليم محمد سليم جولاق في حي الطابيات في صليبة سنة 1955م.
ونشأ في ظل أسرة مسلمة مجاهدة قدمت قوافل الشهداء، وتعود في أصولها إلى التركمان.
الدراسة، والتعليم:
درس المرحلة الابتدائية والاعدادية في مدارس اللاذقية، ثم ترك الدراسة؛ ليساعد العائلة.
تلقى دروساَ في العلوم الشرعية على أيدي علماء عصره في اللاذقية منهم عمه الأستاذ برهان جولاق.
وكان يتردد على مسجد الشيخ مروان حديد، واستفاد كثيراً من ملازمة الشيخ المجاهد محمد خير الزيتوني..وغيرهم.
عمله:
كان محمد سليم جولاق يعمل في معمل الرخام (الحاج خيرات) الذي يملكه والده سليم جولاق، وكان المعمل يصنع رخام عالي الجودة حتى أنه تشتري منه أسرة الأسد في اللاذقية، والتجار الكبار.
انتسب المجاهد إلى الحركة الإسلامية في سورية، وكان متأثراً بمدرسة الشهيد مروان حديد رائد الجهاد في بلاد الشام.
وفي ثورة الثمانين أقدم النظام على اقتحام منزله، وقتلوا زوجته الأولى خديجة آغا، وأخته الشفاء، ومثلوا بالجثث.
جهاد وغربة:
جاهد دفاعاً عن نفسه وعرضه وأمته، ثم غادر محمد سليم جولاق مع ما تبقى من أسرته إلى تركيا، ثم العراق.
وبعد غزو الكويت توجهت الأسرة إلى الأردن، ثم اليمن، وبقيت هناك حتى اندلاع الثورة السورية المباركة ضد النظام المجرم.
عاد إلى أرض الوطن وانتسب إلى الجيش الحرة، واشترك في قيادة الفرقة الأولى التي تقاتل في جبال التركمان.
حياته الأسرية:
والأخ أبو سليم متزوج من ثلاث نساء، استشهدت زوجته الأولى خديجة آغا.
ثم تزوج من اثنتين، ورزق بست أبناء: 2 بنتاً، و4 شباب.
وأكبرهم سليم جولاق: وبه كنيته، وهو خريج علوم مالية ومصرفية، مقيم في مرسين.
هاجرت العائلة بعد الثورة إلى تركيا، وحصلت على الجنسية وساعدها على ذلك كونها من أصول تركمانية.
استشهاده:
١٤وكان يعاني من أمراض كثيرة وكبر السن ولكنه حين يجاهد ينسى جميع الألم فبقي يجاهد في ريف اللاذقية حتى استشهد في 14 صفر ١٤٣٧هـ/ الموافق في ٢٦ تشرين الثاني ٢٠١٥م.
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
أصداء الرحيل:
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
تصريح إعلامي
واختار من صفوفنا الكبار صانعي النهار .. تحية لهم سلام
الشهيد القائد أبو سليم جولاق .. بطل الثورتين السوريتين
بسم الله الرحمن الرحيم
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (الأحزاب ٢٣).
وهذا هو العهد بأبناء جماعة الإخوان المسلمين في سورية، يتسابق شيبهم مع شبابهم في ميادين القتال، ويسارع الكبار والصغار إلى انتزاع السلاح ليقفوا في مطالع الصفوف؛ ترقبهم عين الموت في خفاء، ويطيلون النظر في وجهه بجرأة وتحدٍ وإقدام. يفدون إلى مواطن الموت ويقصدون منازله.
وإنا لفرسان إذا الخيل حمحمت يذل لنا عـند الـوغى الكر والفر
وإنا لرهبان إذا حلـك الدجى تتيه بنـا الدنيا ويفـتخـر الدَّهـر
أبو سليم جولاق ابن اللاذقية، سليل بيت طاهر أصيل ماعرف عنه إلا الدين والخلق الحميد، رضع العزة والكرامة منذ نعومة أظفاره، وشب تحت رعاية أهله وأعمامه في ظلال دعوة الإخوان المسلمين التي غرست في نفسه المعاني والقيم الاسلامية العليا فانعكست عليه سلوكا وعملا وأخلاقا، وعلى رأس ذلك الجهاد في سبيل الله وإعلاء راية الحق .
شارك أبو سليم في ثورة الثمانينيات، وبدأ جهاده مبكراً، واشترك في عمليات كثيرة ضد النظام، وفي عملية غادرة داهمته المخابرات، واستطاع الخروج منهم بعد أن نكل بهم، وقتل منهم الكثير، ولكنه قدم أخته وزوجته وابنه الوحيد سليم الصغير شهداء في سبيل الله، وكان النظام قبل ذلك قد اعتقل أباه سليم جولاق، واستشهد في السجن.
بيد أن هذا المعنى لم يزل مشتعلاً بين جوانحه، حتى ثارت ثائرة الشعب المجاهد في ثورته المباركة؛ ليمضي بينهم وفي مقدمة صفوفهم، و كان شعلة من نشاط لا يكل ولا يمل، خاض معظم المعارك المهمة في الساحل السوري منذ بدايات التحرير الأولى إلى المعارك الكبرى في معركة عائشة أم المؤمنين وغيرها، وانتهاء بمعارك الغاب والجسر ومعركة جبل النوبة الأخيرة، وساهم في عدة تشكيلات عسكرية منها ( لواء الشهيد رياض عابدين، كتيبة الرحمن ، وآخرها كتيبة أنصار الهدى ) . وفي كل هذه المعارك كان البطل المقدام رغم كبر سنه (60 عاما) يتحرك كالأسد الهصور بعزم وقلب قد من حديد، باحثا عن الشهادة، ليكلل بوسامها بعد مسيرة طويلة ملؤها العطاء والتضحية والإقدام والثبات العزيز على المبادئ.
رحم الله أبا سليم ..
المكتب الإعلامي
جماعة الإخ وان المسلمين في سورية
١٤ صفر ١٤٣٧
٢٦ تشرين الثاني ٢٠١٥
د. عبد القادر فتاحي ( أبو أنس ) 26/11/2015م
الشهيد محمد سليم جولاق:
وكتب الشاعر يحيى حاج يحيى يقول: من مجاهدي انتفاضة الثمانين:
من أسرة كريمة في اللاذقية ! ومن قدماء المجاهدين الذين خاضوا معارك الشرف والرجولة في عام ثمانين، واستمر على العهد رغم ما أصابه في السنوات العجاف حتى جاءت انتفاضة ٢.١١ في موعدها في قدر الله، فوجدت فيه الليث الذي طال انتظاره ليخرج من غيله، فكان مع إخوانه في معارك الساحل وفي جبلي الاكراد والتركمان !!
درس الإسلام عملياً على يد أعمامه، فكان ثمرة من ثمار الدعوة الراشدة التي خاضت المواجهة مع إخوانها من طلبة العلم وتلاميذ العلماء والجماهير المؤمنة ! ضد طاغوت البعث النصيري، ولم يستسلموا أو يخضعوا رغم جرائمه ومجازره، فكانوا المشاعل التي أضاءت الطريق، والطلائع التي أصبحت رمزاً للجماهير المتحفزة !!
درسوا البطولة في شخصية مروان حديد، وإبراهيم اليوسف، وعدنان عقلة، ومهدي العلواني، وعدنان شيخوني، والشيخ محمد خير الزيتوني وعشرات الأبطال الذين تخرجوا في مدارس الأسوة الحسنة، وبطولة الميدان !
رحمك الله أخي أبا سليم، مازالت صورتك مستقرة في خاطري منذ التقينا في سنة إحدى وثمانين باسماً صامتاً، وجندياً حاضراً في كل مهمة ينتدبك لها إخوانك !!
زعموا بأنّا لا نموت وبأننا رهن البيوت !؟
وبأن جمرة ٓ ثأرنا قدنام فيها العنكبوت !؟
إنّا وكل مجاهد ٍ نهوى الفِعال ٓ مع السكوت ْ !!
الشهيدتان شفاء جولاق وخديجة عزت آغا:
وكتب الأديب الداعية عبد الله الطنطاوي مصوراً بطولة ومعاناة أسرة جولاق في اللاذقية فقال في كتابه (مواكب الشهداء):
مثلما تعرض الجيوش الظافرة غنائمها من عتاد عدوها، وأسراها من رجاله، تقول للناس هذا دليل القوة لأنه لا يتم إلا بها، تعرض النفوس اللئيمة والقلوب الخائرة دليل لؤمها وخورها.. تقول للناس: هذا دليل وجودي لأنني لا أقوم إلا به..
في صباح الحادي عشر من شهر كانون الأول من سنة إحدى وثمانين وتسع مئة وألف.. كان الوحل يغطي شوارع مدينة اللاذقية كما يغطي الحقد والجبن قلوب رجال (أسد) فلا تجد لك في الطريق موطئ قدم. ولا يجد أصحاب تلك القلوب فيها نسمة حياة أو حياء..
وعلى الوحل، وحل الطريق، وأمام المؤسسة الكبرى في المدينة لحماية الأمن (مبنى المخابرات!!) مُدِّدتْ امرأتان شهيدتان!! أُريد منهما أن ترفعا المعنويات الخائرة، وتجبرا القلوب الكسيرة من رجال السلطة، وأن تقتلا القوة والأمل والنخوة في قلوب الناس...
تمددت امرأتان، في ثياب النوم، على وحل الطريق، لتكونا شاهداً على قوة النظام وبطشه.. فجاءتا شاهداً على عجزه ولؤمه وخسته..
كان العجز المتلبس بالقوة، المنتفخ بها ينادي: فما رأى أن أفعل هذا وكانت القوة المتحدية – رغم العجز – تنادي: هؤلاء النسوة، فأين الرجال؟!
وكان الرجال – رجال السلطة – مجتمعين حول الجسدين وقلوبهم شتى... كانت قلوب الذئاب تتلمظ، تتباهى بعجز القدرة وخسة الرجولة وذلة العنفوان...
وكانت قلوبٌ من قلوب القليل المستضعف من رجال السلطة تواري في ثناياها حسرة الرجال المحترقة... ليس حزناً على الشهيدتين ولا رثاء للجسدين، وإنما حزناً على ذاتها أن تتدنى وتذل وتخور فتعجز عن نصرة دواعي النخوة التي ورثت بقاياها بحكم الأصل والمنبت والجوار. ثم تتدنى وتذل وتخور فتعجز عن أن تجهر بكلمة تواري بها أجساد بنات الجار والوطن... ثم تتدنى وتذل وتخور فتعجز عن أن تحجم عن المشاركة في هذا العرض الذي يأتي شاهداً على موت الرجولة في الرجال!!.
على الوحل، وحل الطريق، تمددت امرأتان...
وتساءل أهل المدينة: ممن؟
- من آل جولاق..
- امرأتان من آل جولاق على وحل الطريق!!
أجهشت النساء.. أمسك الرجال قلوبهم يعصرونها بأيديهم.. ماذا يفعلون؟ قفزت القلوب إلى الحناجر فقرب الاختناق.. وأحرق الرجولة!! وأعجز الرجولة!! وأذل الرجولة... حدقوا بالجدر، طأطؤوا، تنهدوا.. أواه ما أجمل السلاح...
أغمض الجميع أعينهم، تجاوزوا الشارع، داروا حوله، لن يشمتوا السلطة بالنظر إلى ما تريد، فكان هذا بعض العزاء وما أوهاه من عزاء!!
كانت (شفاء) في الثامنة عشرة من عمرها.. تربت في بيت صون ودين فنشأت على ما ينشأ عليه أمثالها من بنات المسلمين حصاناً رزاناً.. عرفت حق الله في نفسها فصانتها بحشمة الإسلام، وزانتها بأخلاقه حتى غدت قدوة وأسوة للكثيرات من صبايا الحي..
وأدركت حق الله في فكرها، فكانت تتردد على المساجد تحضر الدروس فتفقه دينها، وتتابع أمور الدعوة لتلقنها من بعد لمن حولها من المسلمين والمسلمات.
وعرفت حق الله في أهلها، ونصيب الدعوة في أخيها وعمها وأبيها، فما هالها أن يعتقل أبوها، ولا أن يطارد عمها وأخوها... وإنما تلقت كل ذلك بثبات وصبر.. كانت وهي الصبية التي تستعد للزواج بعد شهر تدرك أن الحياة أكبر وأغلى من ثوب وحلي وحفلة...
كانت (شفاء) رحمها الله تدرك كل أولئك المعاني التي عجز عن إدراكها الذين جردوها من حليها، فظنوا أنهم جردوها من شيء ذي بال، ثم ألقوها على الوحل في الطريق ظانين أنهم قد أهانوها، وما دروا أن الدر لا يحقره الصدف، وأن الوحل الذي مرغوا به جسدها الطاهر هو طِيب العرس، ومسك الشهادة..
أما خديجة عزت آغا
فقد كانت لشفاء زوجة أخ.. فكانت لها كالتوأم من التوأم في أخلاق الإسلام والحرص عليه والتفهم له..
تربت في بيت أبيها عزت آغا المدرس في الثانوية الصناعية، فتربت على العفاف والصون والفضيلة.. ثم انتقلت إلى بيت زوجها لتصبح أماً وهي في العشرين من عمرها...
واعتقل أبوها وحموها، وطورد زوجها، فحدبت على صغيرها الذي لم يبلغ عامه الأول تبث فيه أصالة الأحرار ونبل الرجولة...
كانت خديجة وشفاء تعرفان كل شيء عن المعركة والج هاد، والذئاب.. ويوم تقحم الغادرون عليهم البيت وقفتا في وجوههم دون العتبات تصدان عن الحمى، وتصاولان عن الصون، وتصرخان في وجوه الأوغاد: أن اخرجوا يا أوغاد... ويفتح الأوغاد النار، وتسقط الشهيدتان تطهران عتبات الحمى بالدم، دم الأمومة الطهور..
وتُفتح على الأوغاد حمم ولظى.. فيتساقطون جميعاً كأنهم ما كانوا.. وتتدافع قوى الطغيان إلى البيت وتمعن في التخريب والبحث والتنقيب.. حرقوا.. حطموا.. نقبوا ولكن البيت خال إلا من الشهيدتين ورضيع عمره عشرة أشهر كانت نظراته تنكفئ عن جسد أمه المضرج بالدماء لتلذع وجوه الأشقياء بسياط من نار...
وحملت الشهيدتان والرضيع...
وعلى وحل الطريق وفي ثياب النوم ألقيت الشهيدتان.. بينما اقتيد الطفل الرضيع إلى قبو الجلادين للعذاب.. للاستجواب!!
رحم الله الشهيدتين وأسكنهما فسيح الجنان.
هنيـئًا آل جـولاق الوساما:
وكتب الشاعر الإسلامي المعاصر محمد جميل جانودي يقول في رثاء الأخ الشهيد محمد سليم جولاق:
هنيـــــئًا آل جـــــولاق الوساما****على صدر اليطولة قد تسامى
على صدرين ممتلئيــــن نــورًا****وإيمانًــــا وعـــلمًا واحـتشاما
أخٌ وأخــوه قــــد نشــــأا ببيت ****عـلى حــب الفضيلة واستقاما
فــذاك "أبو سليم" كان رمـــزا****وفي ساح الجهاد غدا إمــامــا
وأبلى في "الثمـــانين" انتصارًا****لدين اللــه وامتشق الحُســـاما
وهــاجـر مُبـتلًى وغـــدا غريـبًا****لغيـر الحق لم يرض احتكاما
ولم ينس الديار وما اعـتــــراها****قيــامًا أو قعـــودًا أو منــــاما
وراح يُـــــعــد للإنقــــاذ نهجـــًا****به يمحو الظــلامة والظـلاما
ولما الشعــب ثـــار على ضلالٍ****بأرض الشام يأبى أن يُضاما
أتــاها مُسْــرعًا ومــضــى حثيثًا****ليبــــلغ في سواحلها المراما
فأعـطى الأرز والزيتــون عهـدا****وعهــد الحـر يُلزمـــه لزاما
جبال التركمــــــــان رنـت إليــه****به هــامت وفيهـا كان هــاما
سقـاها مــــــن دم حُــرٍ طهـــورٍ****وفوق ترابها صلى وصــاما
يُعانــــــــــقها فتـجذبُــه إليــــــها****يبادلها المحــبــة والغــرامـا
إلى أن جـاءها وحـش حـقــودٌ****وفيه الحقد يضطرم اضطراما
رمى ذرواتــها بلهيـــــب نـــار**** من الأشجار ينتقم انتـــــقاما
ويهدم ما يُـــلاقي مـــن قُــراها****ويجعلها يبــــابًا أو ركامــــــا
وقتـــّل أهلها من غير ذنـــــــبٍ****وأطفـــالًا، وما بلغوا الفطاما
فهـبّ أبـــــو سليم مثـــــل ليثٍ ****وشــد على مطيّتــه الحــزاما
وفــوق جــواده غــــــــنى نشيدَا****به يهدي أحبــــــــته السلاما
وأثخــن في العـــدو وصاح فيهم****سنُعمِل فيكمُ الموت الزّؤامـا
وظـــل يُذيــقهـــــم مــرّ المنـــايا****وحـرّم عن عيونهم المنــاما
رآه الله أهــــــــــلًا لاصطــفـــاء****فــقـــربه وقلّـــده الوســامــا
وسام شهــادةٍ ووســـــام صـــدقٍ****له يُعلي المكانة والمقـــــاما
أخــوه رأي بعينــــــــيه المـــزايا****وثغـر أخيـــه يبتسم ابتساما
فقــــال: بَــــــــخً، ألا تبًــا لدنْــيـا****نغــرّ بهــــا فتجعلنا حطـاما
ألا قُـــم يـــــــا زيـاد إلى جنـــانٍ****أُعدّت للذي يرعى الذمــاما
أعــدت للذي فــــي الله يمـــضى****ومن للعدل في الدنيـــا أقاما
سويعـــات مضت ومضى شهيدًا****لــــه قـد أحسن الله الختــاما
وسلام على الشهيد محمد سليم جولاق في الخالدين.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق