الشهيد الناشط محمود المحشي - أبو محمد
بذل وقته وماله وروحه في سبيل الثورة
متزوج وأب لخمسة أولاد (ثلاثة منهم دون ال 18 سنة)
محافظة ريف دمشق | بلدة مسرابا
19/02/2013- 1959
كان
مقيماً في أمريكا منذ عام 1985, عاد قبيل اندلاع الثورة السورية ليعمل في
متجره الكائن في مدينة دوما. شارك فيها بتنظيم أول اعتصام خلال شهر آذار 2011
بدوما للمطالبة بفك الحصار عن درعا. كما كان له دور هام في تنظيم المظاهرات
وتحديد مواعيدها مع الشهيد الطبيب عدنان وهبة, علماً بأنه أُصيب
في إحداها.
سخّر نفسهُ للعمل في المجال الإغاثي والإسعافي وأنفق في
سبيل ذلك وقته وماله, وقد عُرف بين الناس بفضله وكرمه. من الجدير بالذكر
أنه رفض العودة لأمريكا قائلاً " بلدي بحاجتي ".
بعد بدء الحراك
المسلح, عمل جاهدا على تأمين المنشقين ودعم ثوار الجيش الحر في الغوطة
الشرقية مادياً وإغاثياً, وهو معروف لديهم بإسم العكيد. بالإضافة لعمله
الأساسي في مساعدة النازحين وإسعاف الجرحى لمناطق آمنة لتلقي العلاج.
استشهد
في مدينة دوما نتيجة قصف طيران الميغ الحربي للسيارة التي كان يقودها مع
اثنين من الثوار, أحدهما كان حديث الإنشقاق عن جيش الأسد, حيث كان الشهيد
محمود يعمل على إيصاله لمكان آمن.
يذكُر أحدهما بأن الشهيد محمود
كان يشعر باقتراب لحظة استشهاده حيث أطفأ محرك السيارة فجأة قبل لحظات من
تعرضهم للقصف, فسأله عن سبب ذلك, لكن قذيفة مرسلة من إحدى طائرات الأسد
أصابت سيارتهم مما أدى لدخول شظية في خاصرته لتستقر في قلبه مما أودى
بحياته, وقد نجى الآخران من الموت بأعجوبة.
كان الشهيد محبوبا لدى الجميع ومعروفاً باتسامته الرائعة التي صاحبته حتى بعد استشهاده. تم تشييعه ودفنه في بلدة مسرابا في صبيحة اليوم التالي. وفي أثناء عودة المشيعّين من الدفن, وجدوا بعض الأشخاص المعاقين عقلياً مجتمعين كعادتهم بانتظار الحلوى التي جرى الشهيد محمود على توزيعها عليهم يومياً !
من الملفت للنظر شجاعة ابنته الصغيرة, ذات
الخمس سنوات, التي عابت على بعض الحضور بكائهم قائلة: "لا حدى يبكي, بابا
راح على الجنة" .