محافظة ريف دمشق | مدينة داريا
خالة الشهيد الناشط محمد شحادة «أبو يزن»
24/8/2012 - 1968
إحدى شهداء مجزرة داريا التي ارتكبتها قوات الأسد أثناء اقتحامها للمدينة.
وفي التفاصيل, أصابت سيارتهم قذيفة أدت إلى استشهاد كلٍّ من الزوج (علي كناكرية) والزوجة (آمنة شماشان) وزوجة الابن (فاطمة خشفة, والتي زوجها محمد كناكرية هو معتقل) ويستشهد الحفيد (علي) ويبقى الطفلان ( نور وغدير علي كناكرية) مصابين بلا أب ولا أم.
تبدأ القصة باستشهاد شخص وتنتهي باستشهاد عائلة كاملة مع إصابة طفلين :
........... يوم الجمعة 24/8/2012 الساعة الرابعة عصرا .............
العائلة في الملجئ المؤلفة من الام والاب وطفلين وزوجة الابن المعتقل مع طفلها الصغير التي جاءهما نبأ استشهاد احد افراد عائلتها برصاص قناص , وهو في احد الطريق لا يستطيع احد سحب جثمانه بسبب خطورة المكان , على الرغم من خطورة الوضع أصرو على أن يذهبو لإحضار جثمان الشهيد فانطلقوا بسيارتهم البسيطة مسرعين إلى مكانه .
في احد الشوارع قذيفة دبابة تضرب السيارة تقسمها الى قسمين ليستشهد الاب والام وابن الابن ولم توجد لهم الا بعض البقايا من أجسادهم البريئة ,أما زوجة الابن فقد اشتعل جسدها حتا نالت الشهادة ,أما الطفلين غدير ونور من شدة الضربة قُذفو بالهواء ليحطو على احد الارصفة
قالت لنا غدير :
بعدما أصبحنا ع الارض تجمعت الناس من حولنا بشكل كبير ليأتي احد المسعفين يقوم بأخذنا إلى أحد المشافي الميدانية فيقوم الاطباء بالاسعافات الاولية لنا وبعدها يقوم أحدهم بإخراجنا الى أحد المزارع في المدينة ويتركنا لوحدنا من ثم يذهب لنقضي الليل الاسود كله هناك ونحن نسمع اصوات القصف والرصاص عند كل دقيقة وفي كل مكان ,أنا كنت طوال وقت الحادثة مستيقظة لم اغب عن الوعي شاهدت كل شي حدث وادركت ان والداي قد استشهدا لكن اخي نور في كل دقيقة يسألني أين أمي انا لا اعرف ماذا اقول له فأتحجج بأنها في الحمام وستأتي بعد قليل ونحن عندها كنا بأسوء حالتنا الصحية لنقضي ساعات الليل الصعبة مستيقظين ننتظر شروق الشمس بفارغ الصبر , يحل عندها الصباح فيجدنا احد افراد العائلة ويقوم بأخذنا .
...الطفل نور كانت اصابته كبيرة في الرقبة ..الكتف ..الخد.. ويده اليمنى مكسورة يحتاج لكثير من العمليات اما غدير اصابتها في الكتف والعين لكن هي فقدت الرؤية في عينها اليمنى ولازالت تحتاج الى الكثير من العلاج. وقال لنا الذين اشرفو على على علاجهم ونقلم في الساعات الاولى كانت غدير تقرأ القرآن لا تتوقف عن ذلك ابدا وكان صبرها وثباتها سببا رئيسيا ببقائها مع اخيها على قيد الحياة بفضل الله ليبقى لنا طفلين من رائحتة شخص عزيز على قلوبنا لن ننساه في كل زوايا حياتنا وننتظر لقياه في جنان الخلد ان كتب الله لنا ذلك
عنب بلدي- العدد الخمسون
من داريا إلى بوسطن
رحلة علاج الطفلين غدير ونور في أمريكا
وصل الطفلان غدير ونور الدين كناكرية إلى بوسطن الأمريكية يوم الإثنين 28 كانون الثاني 2013 في رحلة علاج مجانية قد تستمر لمدة ستة أشهر على نفقة الجمعية الطبية السورية الأمريكية.
وذلك لمعالجة الإصابات بالغة التي تعرضا لها في وجهيهما جراء استهداف قوات النظام للسيارة التي كانا يستقلانها بقذيفة دبابة أودت بحياة والديهما على الفور وشوهت وجه نور الدين وأفقدت غدير عينها، وذلك يوم 24 آب 2012 أي خلال حملة العسكرية الأولى على داريا والتي وقعت خلالها مجزرة داريا الكبرى، وقد نشرت عنب بلدي القصة الكاملة لما جرى مع الطفلين في عددها الحادي والثلاثين الصادر بتاريخ 23-9-2012.
وعلمت عنب بلدي في اتصال أجرته مع مرافق الطفلين أن غدير ستخضع لأول عملية تجميلية بالليزر يوم الاثنين 4 كانون الثاني في مشفى شراينرز في بوسطن، وقد ذكر الأطباء بعد إجراء الفحوصات اللازمة لعين غدير أنها –وللأسف- لن تستطيع استعادة النظر بها.
أما أخوها نور الدين ذو الثمانية أعوام فسيخضع لأول عملية في 11 شباط القادم بعد إجراء الفحوصات اللازمة له.
نبرة الأمل والسعادة كانت واضحة أثناء الحديث مع غدير عبر الهاتف فقد قالت «أنها كنت ترى أمريكا على التلفاز ولكنها وجدتها أجمل في الواقع» ولم تغب ضحكة غدير طيلة المحادثة معبرة عن الراحة النفسية بعيدًا عن أصوات القصف والمدافع.
تتوجه أسرة عنب بلدي بالشكر لكل من ساهم في رحلة علاج الطفلين وبشكل خاص للقائمين على الجمعية الطبية السورية الأمريكية، كما تتوجه بالشكر للجنود المجهولين من نشطاء وناشطات داريا الذين نسقوا مع الجمعية من أجل إنجاح عملية وصول الطفلين إلى امريكا لتلقي العلاج.
نتمنى للطفلين نور وغدير الشفاء العاجل ولجميع أطفال سوريا. ونناشد جميع المؤسسات والمنظمات الدولية والأهلية لإطلاق مبادرات لعلاج ورعاية أطفال سوريا المصابين والمتضررين.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق