Searching...

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

الشهيد الشيخ منهال الأتاسي - أبو الطيب

الشهيد الشيخ منهال الأتاسي - أبو الطيب
26.12.2011 | حمص | حي الإنشاءات

استشهد جراء إصابته برصاصة قناص عند مشفى الحكمة بعد خروجه من مسجد قباء , وكانت آخر تكبيراته فيه نصرة لبابا عمرو حيث صاح: (يا عالم بدنا دكاترة لمشفى الحكمة)





.

 

26.12.2011 | الشهيد محمد منهال الأتاسي أبوالطيب في لحظاته الأخيرة قبل استشهاده

 

 26.12.2011 | تشييع الشهيد الشيخ أبو الطيب

29.12.2011 | حمص | مسائية الانشاءات | ابو الطيب يا طيب


سيرة الشيخ الشهيد بإذن الله تعالى .. محمد منهال طيب الأتاسي (أبو الطيب) ..

هو (شيخ الثورة) كما كان يلقبه أهل الانشاءات ..
الذي استُشهد بعد إصابته برصاص الأمن السوري الغادر .. بعد أن كبر على مأذنة مسجد قباء أثناء قصف بابا عمرو .. وكان ينادي .. (يا عالم بدنا دكاترة لمشفى الحكمة)
هذا الشيخ .. كانت له خطبة شبه أسبوعية بعد خطبة الجمعة يحرّض الناس فيها على الخروج في المظاهرات ..
هو من أول الرجال الذين خرجوا مع الشباب في مظاهراتهم ...هو أول من فزع لأهل باباعمرو عندما تعرضوا للقصف أول مرة في بداية الثورة هو الذي كان في أول الصفوف ...هو الذي جابه الأمن وتصدى لرصاصة وقنابله المسيلة للدموع ...كنا نقول له إرجع أنت كبير كانت عيناه تدمع ..
ولا يرضى بالرجوع ........حسبنا الله ونعم الوكيل
..لم ينقطع عن صلاة في مسجد قباء ..كان دائما يحفزنا على الصلاة .....لم ينقطع عن أي مظاهرة جرت في حي الإنشاءات كان دائما متواجد......
لا زلت أذكر كلماته :: ألم يفهم الطاغية بشار . أننا لن نركع إلا لله ..
-----------------------------------------------------------------------------------
منهال الأتاسي ...الملقب بأبو الطيب ابن مفتي الديار الحمصية السيد العلامة الداعية محمد طيب بن عبدالفتاح بن عارف بن محمد امين الأتاسي، مفتي حمص السابع عشر من 1327-1404من الهجرة =1909-1984م

كان أبا الطيب ملهم ثوار الإنشاءات والذي حثهم على أداء قسم الثورة ... سأل الله الشهادة بصدق فنال شرفها

لمحة عن والد الشهيد:
الشيخ العالم محمد طيب بن الشيخ عبدالفتاح بن الشيخ محمد عارف بن الشيخ محمد أمين الأتاسي، آخر من أفتى من السادة الأتاسية. ولد في حمص عام 1327 من الهجرة الموافق عام 1909 الميلادي بباب هود[1]، ونشأ فيها فتربى على أيد الأفاضل، ونال من العلم الكثير والمفاضل، وقد درس على والده الذي كان إماماً في جامع الزاوية مبادئ العلوم، ثم أتم دراسته في المدارس العصرية الحكومية حتى الصف العاشر، وانتمى للمدرسة الإسلامية الوقفية التي كان يديرها الشيخ زاهد الأتاسي المتقدمة ترجمته، فقرأ عليه وعلى الشيخ محمد الياسين بسمار، والشيخ أنيس الكلاليب، والشيخ أحمد صافي، والشيخ سليم صافي، والشيخ محمد علي عيون السود، وغيرهم من كبار علماء حمص، ومن الكتب التي درسها على علماء المدرسة الإسلامية الوقفية الأربعون النووية، ومختصر ابن أبي جمرة، ومختصر البخاري للزبيدي في الحديث، والأزهرية والقطر والألفية في النحو، وفي الفقه كتاب نور الإيضاح ومتن القدوري، درسهما على الشيخ زاهد الأتاسي، وفي التفسير الجلالين والبيضاوي، وقد درس الكتاب الأخير على الشيخ أحمد الصافي، وفي الأدب كتاب "أدب الدنيا والدين" للماوردي وكتاب "الكامل" للمبرد، قرأ الكتاب الأخير على الشيخ زاهد الأتاسي، ودرس الخط على الشيخ سليم صافي. وكان من مشايخه أيضا الشيخ الفقيه العلامة عبدالقادر الخوجة، والشيخ أبوالسعود عبدالسلام بسمار.

وتخرج الأتاسي عام 1936م من المدرسة الوقفية الإسلامية بعد سبع سنوات من الدراسة، وتعمم بعمامة العلماء، وحضر الدروس التي كان يفتحها والده الشيخ عبدالفتاح الأتاسي مع الشيخ سعيد بلبل في حلقة العلامة نجم الدين الأتاسي، فقرأوا كتاب "ملتقى الأبحر" للعلامة الحلبي في الفقه الحنفي، ثم صار يفتح الدروس العلمية مع رفيقه في مدارسة العلم الشيخ وصفي المسدي في حلقة الشيخ العلامة تقي الدين الأتاسي، وقرأ أيضاً على العلامة توفيق الأتاسي حاشية ابن عابدين، وسمع من العلامة أبي السعود الأتاسي، ولازم الأتاسي علامة مدينته ومفتيها ورأس علمائها الشيخ الجليل طاهر بن الشيخ خالد الأتاسي ودرس عليه وتهيأ لاستلام الفتوى. هذا وقد عهد إلى الشيخ طيب الأتاسي بالخطابة في جامع المرحوم محمد سعيد أفندي مراد الأتاسي في 30 آذار (مارس) عام 1935م، ثم عين خطيبا لمسجد سيدي خالد بن الوليد، مسجد حمص الشهير، في 3 رمضان عام 1359 الهجري (1940م)، كما أعطي أحد دروس الفتوى في حمص.

ولما اجتمع علماء بلاد الشام عام 1357 من الهجرة الشريفة (1938م) في المؤتمر الأول للعلماء والذي ترأسه الشيخ طاهر الأتاسي رحمه الله ليدحضوا حجج المستعمرين ويطالبوا الحكومة بالذود عن العلم واللغة وإصلاح المحاكم والمدارس كان المترجم من ضمن الوافدين على المؤتمر المشاركين في نشاطاته ممثلاً حمص، ومن أعضاء ذلك المؤتمر من علماء الأسرة الأتاسية كان أيضاً الشيخ توفيق الأتاسي والشيخ عاطف الأتاسي، رحمهما الله، وانظر تفصيل البيان الذي أصدره المؤتمر وأسماء أعضائه في ترجمة الشيخ طاهر الأتاسي رئيس المؤتمر[2]. كما أن الأتاسي انتخب أيضا عضوا لمجلس إدارة الجمعية الخيرية الإسلامية بحمص[3]. وفي عام 1385 من الهجرة (1966م) تولى الشيخ طيب الأتاسي الإفتاء بالديار الحمصية وكالة بعد وفاة مفتيها الشيخ بدر الدين الأتاسي الآتية ترجمته، ثم عين مفتيا متمرنا بتاريخ 25 شوال عام 1387 الهجري الموافق للرابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) عام 1968م، ثم عين مفتيا لمحافظة حمص في 16 شوال عام 1388 الهجري (4 كانون الثاني 1969م) في عهد رئيس الدولة الدكتور نورالدين الأتاسي، وظل مفتياً بها حتى وافاه أجله عام 1404من الهجرة (1984م) أي قرابة 18 سنة.

وفي حمص درس على الأتاسي جماعة من العلماء منهم الشيخ زهير بن عبدالرحمن ممتاز الأتاسي والذي لازمه وكان وكيلاً لفتواه ومبيضاً لفتاويه، وقد قرأ الشيخ زهير الأتاسي على المترجم كتاب شرح شرعة الإسلام، وكتاب الجوهرة على القدوري. قال الشيخ زهير الأتاسي: "والله علمنا النظام وحسن السلوك بأفعاله قبل نصائحه وأقواله، فكم كنا نأتي دائرة الفتوى في الفجر فنجده رحمه الله قد سبقنا إليها وهو الشيخ الكبير". ومن الذين أخذوا عنه أيضا القاضي محمد وحيد الدين بن سعيد العابد. وقد تولى رحمه إدارة الثانوية الشرعية بحمص والتدريس فيها فاستفاد منه خلق كثير.

كان الأتاسي من الدعاة إلى الله، شارك في رحلات إلى خارج البلاد للتعرف على المسلمين في أقاصي البلاد ونشر الوعي الإسلامي والدعوة. في عام 1968م الموافق لعام 1388 للهجرة زار العلامة الأتاسي الإتحاد السوفييتي ليتعرف على مسلميه ويشارك في نشر الوعي الإسلامي ولمد يد العون لمسلمي تلك الأصقاع، وقد ضم الوفد المفتي العام للدولة السورية، الشيخ أحمد كفتارو، والشيخ محمد الحكيم مفتي حلب، والشيخ بشير مراد مفتي السلمية، والشيخ محمد رشيد الخطيب الحسني، والشيخ محمد فخر الدين بن إبراهيم ابن محدث الشام الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني. وكان في استقبال هذا الوفد علماء روسيا ومفتيها. وفي تلك الزيارة كان العلامة الأتاسي رحمه الله يدعو إلى الله بالفعل قبل القول، فقد حدثني الشيخ زهير الأتاسي أنه كان إذا حان وقت الصلاة في أثناء زيارة رسمية في أحد المعامل أو المجمعات أو أحد الأماكن العامة خلع الأتاسي عمامته وعباءته ففرشهما على الأرض ورفع صوته بالآذان ثم يشرع بالصلاة على مرأى ومشهد من العامة حتى يتحلق حوله الناس معجبين ويتجمعوا لمشاهدة هذا الشيخ العالم القادم من بلاد الشام لا يلقي بالا لأعناق تشرئب أو أبصار تحلق -في وقت كان المسلمون في جمهوريات الاتحاد السوفيتي مضطهدين في دينهم مقيدين في عباداتهم أي تقييد- فتخفق الأفئدة لهذا المنظر وتنشرح الصدور لهذه الجرأة. وكان رحمه الله لا يفتر عن التنبيه على الحرام من طعام وشراب في المجالس ولا يفتأ يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر دون مهادنة أو مجاملة حتى أنه في أحد الاجتماعات أشار عليه أحد زملاءه من أفراد وفد العلماء السوري أنه لعله إن بالغ في التنبيه قد يتسبب بالاحراج للوفد فأبى رحمه الله إلا أن يصدع بالحق ويعلم الناس أمور دينهم مشيرا ألا مداهنة في أمور الدين.

كان العلامة الأتاسي حكيماً ورعاً زاهداً طيب المجلس والعشرة متحملا للأذى صابراً عليه. حدثني تلميذه الشيخ زهير حفظه الله أن بعض المبروكين بسطاء العقل دخل عليه مكتب الافتاء بحمص ذات يوم فأثقل معه في المزاح والشيخ يتحمل ويصبر حتى بلغ في مزاحه مبلغا أزعج هذا المبروك معه الشيخ وأغضبه فطرده الشيخ من المكتب، فلما صار إلى الصباح أتى الشيخ المترجم مكتب الافتاء مبكرا فسأله الشيخ زهير عن سبب تبكيره فأجابه قائلا: "والله لم أعرف طعم النوم البارحة يا زهير، اذهب فابحث عن الرجل المبروك فأت به لنصالحه ونطيب من خاطره"، فخرج الشيخ زهير في طلب المبروك فإذا بالرجل يدور على الناس يطلب منهم التوسط لدى الشيخ طيب الأتاسي ليسامحه عما بدر منه، رحمه الله.

وكان لا يخاف في الله لومة لائم، فكان يلجأ لمشورة أصدقائه وأقربائه قبل أن يقدم على إصدار الأحكام المهمة. وكانت له مواقف تنم عن شجاعة وجرأة فإذا وردت في الجرائد أقوال على لسانه لم يتلفظ بها واجه المسؤولين رأسا منددا مستنكرا أن يتجرأ هؤلاء على الكذب على لسان مفتي حمص مستغلين منصبه وموقعه في قلوب الناس في نشر أرائهم السياسية على الملأ حتى تجد القبول والاستحسان. وكان يقول الحق دون رضوخ ويمشي في الأسواق في شهر رمضان في وضح النهار فإن رأى حراما يباع أو طعاما يؤكل ضرب الأرض بعصاه غاضبا منبها فيتوقف مرتكب الحرام عن فعله ويمتثل لأمر المفتي.

كان رحمه الله خاتمة فقهاء مدينته، ولم يتول بعده من أسرته منصب الأباء والأجداد إلى اليوم، وإنما قام بأعمال الفتوى وكالة عن آل الأتاسي الشيخ العالم فتح الله القاضي إلى يومنا هذا[4].

وللأتاسي ترجمة في كتاب "معالم وأعلام من حمص الشام" للشيخاني وكاخيا اللذين قالا عنه رحمه الله: "وكان لطيف المعشر متواضعا، وقد ذكر موظفوا الأوقاف المعاصرون له والعلماء العارفون بفضله الشيء الكثير عن صدقه وطيبته وحسن تصرفه للأمور، وهو آخر من تولى الإفتاء من أسرة آل الأتاسي"[5].

وفي الثامن من جمادى الآخرة عام 1404 الهجري، المقابل للعاشر من آذار (مارس) عام 1984م حصد الأجل روح الشيخ الأتاسي فانتقلت إلى الرفيق الأعلى وشيع جثمانه إلى مقبرة آل الأتاسي حيث دفن رحمه الله بعد عمر حافل بالتدريس ووالنفع والدعوة إلى الله وخدمة الدين[6]

وقد جاء في الشجرة الوليدية أن والدة المترجم هي السيدة رسمية بنت مراد بن سعيد الأتاسي، وأما جدته لوالده فكانت السيدة نجلاء بنت حافظ بن سعيد الأتاسي، رحمهم الله، وقد تزوج من نهلة رسلان ومنها كان أولاده السادة محمد العابد، ومحمد منهال، عبدالحكيم، وعبدالجبار، وبناته سلام وندى وهالة.

26.12.2011 | رثاء بقلم الشيخ إسماعيل المجذوب :
إلى منازل الشهداء يا أبا الطيب إن شاء الله تعالى
إنه أخونا وحبيبنا الحاج منهال الأتاسي وهو فيما نعلم طيب من أهل القرآن قوامٌ لِـلَّـيل ربانيٌّ يتفانى في فعل الخيرات .
وأبوه العالم الرباني مفتي محافظة حمص أبو منهال الشيخ محمد طيب الأتاسي الذي نعلم من صفاته أنه لا تأخذه في الله لومة لائم .
أقول هذا فيهما فيما أحسبه وأظنه ولا أزكي على الله احداً، وأرجو الله تعالى أن يجمعنا معهما ومع جميع شهداء سوريا الجريحة كافة وجميع أحبابنا على حوض نبينا ثم في الجنة .
أكتب هذه الكلمات وأصوات الدبابات والمدافع الثقيلة التي تطلق شتى أنواع القذائف في بابا عمرو التي كثرت آلامها وفي غيرها وإطلاق النار من القناصات يصم الآذان وغير ذلك من المآسي التي يصعب عدها ووصفها فإلى متى ؟ .
وأقول لكل مسؤول أما آنَ لكم أنْ تُدركوا ما أدركه عقلاء العالم أجمعون أنَّ أزمة بلادنا لا تحل بكثرة القتل، ولا بكثرة الاعتقالات، ولا بالتعذيب حتى الموت، ولا بغير ذلك من المآسي التي يصعب حصرها .
وأقول لكل مسؤول أيضاً اعلموا أنه لم يعد عند معظم السوريين فرق بين الحياة والموت، ولم يبق عندهم خوف من شيء فابحثوا عن الحل الذي يرضي هذا الشعب المعذب المقهور الصبور أقول هذا ولا نرجو في الحقيقة إلا الله، ولا نعتمد إلا عليه .
وفي الختام أقول لعبيد المصالح والمناصب الدنيوية إن ما جعلتم أنفسكم عبيداً له زائل وتافه لا يساوي قطرة واحدة من دماء الأبرياء .
وأقول للشعب السوري المعذب المتألم: اصبروا واستبشروا؛ فالله تعالى يقول: { وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا } [فاطر: 43]


الاثنين، 26 ديسمبر 2011 | | | |

هناك تعليق واحد :

  1. رحمك الله يا أبا الطيب وأحسن مثواك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون .

    ردحذف

 

Receive All Free Updates Via Facebook.