Searching...

الاثنين، 2 يناير 2012

الشهيد مهند البكار

الشهيد مهند البكار
كتيبة المدرعات | لواء الإسلام
حلب
06/07/1990 - 02/01/2012
 
استشهد في معارك دوما برصاصة استقرت في عنقه.

من أقواله:
(سنبقى نَحفرُ في الصَخر حتى نصنَع مجداً لأُمتِنا )













دوما 2 1 2013 دفن الشهيد مهند بكار
http://www.youtube.com/watch?v=eJchmZ2hrH0


كلمات رائعة من أم الشهيد مهند البكار :

بالامس كان النهار بمهند اكثر ضياء
والنور اكبر يشع به من قمر السماء
ظمئت بفراق مهند بيده رفع اللواء
لواء اسلامنا بك شامخا وبكبرياء
لا تنثني عزائمنا وان نزفت دماء
و ميار صبور بهمة ما عرفت انحناء
جلد كبير بصبره بالشدة ومرح بالرخاء
يا رب لنا منك عوضا باخوة مهند نا
ارث ثمين من الابناء عونا على البقاء
اسالك اللهم حفظا لهم واخيهم الميار
اخوة مهند انتم وميار لأمكم العزاء
انتم وميار لي خير ارث وخير عزاء






محمد جميل :
بسم الله ..
في ذكرى الشهر السادس لاستشهاد الغالي الرائع البطل .. الشهيد مهند البكار ..
أحببت أن أخبركم بالقصة المفصلة لذاك اليوم .. لذاك العرس ..
كنت قد سردتها بعد يومين من استشهاده بلغة عامية وبقلب محروق وبامور كنت اجهل بعضها ..
ما سأرويه هو ما شاهدته وحدث معنا أنا والملازم أول أبو ماهر ..

في صباح ثاني ايام افتتاح السنة الميلادية الجديدة .. 2-1-2013 .. كان قد حان وقت الفجر .. ليأتي أحد الأخوة ليوقظنا .. نومي ليس كنوم ذاك البطل .. فنومه كما عهدناه يحتاج لدبابة تطلق نار على أعدائها بجانب أذنه .. كنت أحب ازعاجه فهو لا يستطيع ان يغضب في وجهي فيقوم باسماعي ضحكة تحمل .. قام بسرعة من مكانه قائلا " يلا يا زلمة اليوم بدنا نستشهد " .. جملة اعتدنا قولها في كل خطوة نخطوها كون القصف لا يهدئ ولا يرحم .. لكن لأول مرة يأتي بها مهند ..

كان قد نوى الصيام دون أن يخبرنا .. ذهبنا وصلينا ومن ثم فورا استعدنا للذهاب .. كان المطلوب منا بعض الشباب .. تم اعلان اسمائهم بترقب ايذاع اسمي ..
لم يذاع .. جلست جانبا على أمل ان لا يطول غياب الشباب وأن يعودوا منصورين .. جائني ذاك الوجه بتعابير مختلفة بنور يملؤه فقال لي باستعجال "قووووم بسرعة " استغربت ووقفت وانا مذهول بجمال وجهه ..
ضمني مهند بقوة وهو يقول " ادعيلنا يمكن استشهد اليوم قلت له وانا حزين لغيابه عني لبضع ساعات .. الله يحميك مهند حبيبي دير بالك ع حالك وان شاء الله بترجع سالم ..
كان قد رأى قائد كتيبتنا ذاك الموقف بيننا .. فأمرني بارتداء ما يلزم للذهاب معهم .. ذهبت مسرعا و تجهزت وانطلقنا .. كنت اود الجلوس بجانبه كونه أقرب واحب الناس لي .. لكن هيات يا ابو جميل فأنت متأخر .. نال ذاك المكان اخي الغالي ابو ماهر وجلست بعيدا عنه ناظرا اليه يتلوا آيات الصباح وادعيته .. ووجهه كان لا يفسر لا يوصف .. أبجماله .. أبنوره .. أبشجاعته ..
في طريقنا قمنا بالمرور على أحدى الأخوة لأخذهم معنا لكنهم لم يكونوا مستعدين فقمنا بالاسترحة في ساحة مقرهم .. فهي كبيرة وتحمل في زاويتها كرة قدم .. هرع الجميع لأخذها واظهار ما لديهم من قدرات كروية .. كلنا يعرف أن مهند لم يعرف معنى حب لعب كرة القدم ولا يعرفها .. لكن في ذاك اليوم ما ان اتت له حتى قام بقصفها لأحد الاخوة لتأتي على مقربة من وجهه المحمر من البرد .. فخشي الجميع على وجهه وبقيت ألعب قليلا معه حتى حان الانطلاق .. انطقلنا ووصلنا الى تلك المنطقة الصغيرة .. " كرم الرصاص " ..

كان قد نزلنا لاحدى المساجد القريبة لأخذ التعليمات والاستعداد الكامل والترتيب للصفوف .. كان يجلس مهند في الصف الأول ويتابع ويترقب بصمت وجحرة ..
وما انتهت التعليمات حتى ذهب لاحدى الزوايا فصلى ركعتين لوجه الله آملا من الله أن يرزقه الشهادة ..

جلست انا والبطل نتحدث عن قليلا في بعض الامور الخاصة وقمنا بأخذ الصور التذكارية لنا لعلها تكون تذكيرا بيوم نصر .. لكنها أبت الا أن تكون ذكرى يوم فراق ويوم عرس ويوم ألم .. هنا اخبرته ما رأيك ان نفعل كما يفعل أبطال حماس .. حيث أننا قبل يومين كنا نتابع فيلما عن بطولاتهم وتدريباتهم وعملياتهم الرائعة الجبارة .. فقال لي " خلص صورة بتكفي بمصحف وبندقية " ..

بدأت العملية .. وتم توزيع الخطوط وكان البطل في الخط الأول فعمليتنا كانت اغتنام دبابتين من احدى الحواجز ,, فهو كان رامي في طاقم الدبابة مع الملازم ابو ماهر وابو هاشم الزبير .. وعليهم الوصول الى دبابة العدو والسيطرة عليها والهجوم فيها ..
بدأت تلك الخطوات .. هنا افترقنا .. لاكون في خط متأخر بعيد عن مهند .. سار مهند مع الملازم وهم يتحدثون وكأنهم سيستشهدون .. طلب مهند من ابو ماهر ان يعطيه علكة لكي لا يتوتر .. فاعطاه نصفا وأكل نصفا .. ما ان وضعها مهند في فمه حتى رماها ارضا استغرب منه ابو ماهر وسأله " ليش هيك " .. فاخبره مهند بخجل .. سامحني بس انا صايم ونسيت اخبرك تصوم معي ..
جلس مهند وابا ماهر مستعدين لرصاصة الانطلاق والبدأ في المهمة .. هنا وضع مهند يده على رجل ابوماهر واخبره بجملة ارتعش منها جسده بقوة فقال " ابو ماهر بدي أحكيلك اني أحبك في الله " قال له ابو ماهر بانه هو كذلك يحبه ..
هنا انطلقت الرصاصة وبدأت الحرب ..
وبدأت القذائف والطائرت والراجمات تنهال على ابطالنا كمطر غزير ..
تسلل الطاقم الاول الى جانب الدبابة وقتلوا من كان يحميها .. وبدأوا بمحاولة النهوض للصعود اليها .. كان الطاقم الاول كلما حاول النهوض انهالت عليه رصاصات الغدر لتمنعه من الوصول الى الدبابة .. فطال انتظارهم .. فقام مهند البطل بتغطية لاخوته ليصعدوا الى الدبابة .. فوقف في مكانه واطلق النار باتقان واصابة مباشر على العدو ليجبرهم على الاختباء وافساح المجال للصعود على الدبابة .. فما ان هدئ اطلاق النار منهم حتى بدأ اطلاق النار من مستشفى حرستا العسكري .. بكثافة .. لكن ابى مهند الا ان يكمل تغطيته .. واذ بطلقتيين حقيرتين لعن الله مطلقها , تخترق رقبته واخرى تأتي في كليته .. ليخر مهندا شهيدا بوضعية ساجدة في مكان يصعب الوصول اليه .. ليظن ابو ماهر ان مهند يحتمي من رصاصهم .. بدأ يناديه .. لكنه لم يجب وبدأ سيل الدماء من جسمه الطاهر الصائم يسيل وبغزارة .. حاول ابا ماهر وبعض الاخوة الوصول اليه .. وصل اولهم ابو ماهر ليحمل مهند وليسمع اخر انفاسه وليشم رائحة مسك تخرج منه .. فيحاول سحبه لمكان آمن يستطيع منه حمله .. فيساعده بعض الاخوة لحمله ومحاولة اسعافه ..
لكن روحه الطيبة غادرت الى ربها فبكى من عرفه وتابعوا قتالهم والدمع في عيونهم ..
هنا كنت قد انسحبت من مكاني لان مهمتنا انتهت ..ولم أكن اعرف بعد أن هنالك خبرا سيبكيني لأول مرة في أرضي المحروم منها من أول عمري .. وقد عدت أنا و احد القادة الى المقر نحمل بعض التعب .. وكنت قد جلست على فراش مهند مشتاق له داعيا الله بحمايته .. حتى غفوت لوهلة ..
هنا جائت جثة الشهيد وانا متعب في فراش حبيبي فيأتي أخي الغالي ابو ايمن ليوقظني بسرعة ويجبرني على القيام .. لم أطعه وأبيت الا ان يخبرني ما السبب .. فيعود ليجبرني على النهوض .. فأعود لأرفض .. حتى اجبر على اخباري بجملة صدمت قلبي فيقول " قووم ودع صاحبك " ..
هنا قمت كالعاجز كالمنهار أمشي وأنا ارى كل من في طريقي باكيا .. أمشي وانا أقول اجعله حلم تلك الغفوة يا رب .. وما ان وصلت حتى رأيت مهندا نائما فبدأت أبكي وانا اضمه وامسك وجهه واجبره على النهوض ... لم ينهض .. فاجبره على ان يأخذني معه وأن لا يتركني وحيدا .. هنا وضعت رأسي على قلبه باكيا بعنف ..
وماسكا عدستي لأنه لن يصدق أحد ان كتبت ,, وما ان التقطت تلك الصورة حتى نشرتها وانا أضم جسده البارد معلنا لمن عرفه وكل من عرفه أحبه .. عرس الشهيد البطل الجميل الرائعمهند البكار ..
جائت الكتائب لتودع جسده الطاهر فكل من عرفه ورأه أحبه .. فصلينا عليه وذهبنا به الى تربة الاشارة ليدفن فيها ..
عاد في المساء ابا ماهر هو والابطال وكانوا قد أجهزوا على كلاب الأسد .. وهم يحملون دموعا في أعينهم .. فهو أول اروع وأجمل واول شهيد في كتيبتنا ..
رحمه الله وتقبله في جنانه وصبر اهله واحبابه على فراقه ..
هنا البوم مصور لهذه القصة ..
https://www.facebook.com/m7madjamil/media_set?set=a.10152049906669546.1073741836.637124545&type=3

والحمد لله رب العالمين ..


كلنا الشهيد مهند البكار


والده:
جواد البكار








الاثنين، 2 يناير 2012 | | | |

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

 

Receive All Free Updates Via Facebook.