كتيبة أبو عبيدة | لواء درع إدلب | الجيش السوري الحر
محافظة إدلب | جبل الزاوية | قرية إبلين
29/12/2012 - 1952
عاش 30 عاما في الغربة وهو ملاحق من قبل عصابات الأسد الى أن جاءت الثورة فعاد ليدافع عن أهله ووطنه ضد قوات الإحتلال العلوية.
http://www.youtube.com/watch?v=ticcBv6bUpY
الشهيد البطل الدكتور محمد أحمد الخلف
بقلم: د. عامر أبو سلامة
تاريخ النشر: 18 صفر 1434 هـ - 31 كانون الأول 2012 مـ - 20:37 (GMT + 3)
الشهادة اصطفاء من الله تعالى واتخاذ (ويتخذ منكم
شهداء)، وأخونا الحبيب الدكتور/ محمد أحمد الخلف، ممن نالها بإذن الله تعالى، وحظي
بشرفها.
لقد كان يتغنى بحب الشهادة، ويتلو دواماً على مسامعنا
الآيات، الدالة على فضلها، ويردد الأحاديث التي وردت صحيحة عن نبينا- صلى الله
عليه وسلم- في مكانة الشهيد، وخصائصه، ويعقبها رفع اليد ضراعة إلى الله أن ينال
هذا الشرف.
وأحسب أخي وشقيق روحي الدكتور محمد- رحمه الله- أنه من
أهل الصدق، وكان يطلبها بصدق، بل سعى لها بقدميه، حتى كانت نهاية المطاف، بعد صراع
طويل مع هذا النظام، الذي شرده أكثر من ثلاثين عاماً، وآذاه وأهله بكل صنوف الأذى،
وكان صابراً محتسباً، لم تلن له قناة، ولم يضعف لحظة من اللحظات.
كانت مقاومة النظام ديدناً له، لا يكاد يتوقف، تارة يكتب
مقالة، وفي بعض الأحيان يهدر بقصيدة، وفي كثير من الأوقات كان يذكر الناس ببيوت
الله، بعظيم جرائم هذا النظام، وفظائعه وقسوته وعدم إنسانيته، وكم من تذكرة ألقاها
على مسامع طلابه، يبين فيها ما فعل هذا النظام بسورية، ويؤرخ لمرحلة، من مراحل
سورية، بكل هذه الأساليب، لساناً وسناناً، وجهداً وعملاً، وكان رأيه ومنذ أمد
بعيد، أن هذا النظام لا تنفع معه المهادنة، ولا يجدي معه الحوار، لأنه سرطان لا بد
من استئصاله من جذوره، لتسعد الأمة، ويرتاح الناس، وبقي صامداً مربطاً محتسباً لم
تزده السنون إلا ثباتاً وتصميماً، على المضي بهذا الطريق اللاحب، والصراع الذي
يحتاج همم الغيارى، ونحسب الأخ الدكتور من هؤلاء.
وجاءت ثورتنا شعبنا السوري، فاستبشر، وهلل وكبر، وكأنما
نشط من عقال، وكان يوصي كل من رآه من الإخوة، بأنه على استعداد للنزول إلى الداخل
السوري، ليعيش مع أبناء الشعب، ليشاركهم الآمال والآم والعمل من أجل إسقاط هذا
النظام المتعفن الخرب، الذي ارتكب أعظم الجرائم بحق أبناء هذا الشعب السوري الأبي.
ويدخل إلى ساحات المحنة والصبر والجهاد، ويثبت ثبات
الرواسي، بعمله قبل قوله، ويثبت أنه على العهد، ولم يتلكأ، أو يتراجع، وهو الذي
كان يردد كلمات سيد- رحمه الله( تظل كلماتنا عرائس من شمع، حتى إذا متنا في
سبيلها، بعثت فيها الروح وكتبت لها الحياة).
وقبلها وبعدها كان أبو أحمد الحبيب الغالي، مثال الأخ
المسلم، الذي تخرج في مدرسة الإخوان المسلمين العتيدة، على أفكار الإمام البنا
والعلامة السباعي والمودودي والشيخ سعيد حوى، وأمثالهم من مفكري الإخوان.
هذه المدرسة التي تربي أبناءها، على ركائز الإيمان التي
تدفع الواحد منهم أن يكون شمعة تحترق، لتضيء الدرب للآخرين، وشجرة ترمي الثمر
وتنتجه، حتى لو رميت بالحجر، فحب الخير للناس، عبادة( وخير الناس، أنفعهم للناس).
كان أبو أحمد الدكتور محمد، مثال الأخ، في تعلقه ببيوت
الله، والمحافظة على صلاة الجماعة فيها، يحب إخوانه المسلمين ويلقاهم بصدر رحب، وحب
غامر، ويكرمهم، حتى في حالة الضيق( ويؤثرون على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة)
وكان كثير التعلق بكتاب الله تعالى، يحفظ كثيراً منه،
ويتلوه آناء الليل وأطراف النهار، أحسبه من أهل القرآن.
عرفناه سليم الصدر، لا يحمل حقداً على أحد من المسلمين،
طاهر السريرة، نظيف النفس، نحسبه كذلك، والله حسيبه.
رحمك الله أبا أحمد، وأسكنك فسيح جناته، ولعن الله
قاتليك، وأذاقهم سوء العذاب، ونصر شعبنا على جلاديه.
ونقول لأهله الكرام: الشهادة شرف الدنيا وفخرها، وعز
الآخرة ومجدها( والشهيد يشفع لسبعين من أهل بيته).
فلا نامت أعين الجبناء.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق