Searching...

الأربعاء، 16 يناير 2013

الشهيد الناشط محمد فارس شحادة - أبو يزن

الشهيد الناشط محمد فارس شحادة - أبو يزن
عضو المجلس المحلي لمدينة داريا
متخرّج من كلية التجارة و الاقتصاد
مدرّس في المدرسة التجارية بداريا
محافظة ريف دمشق | مدينة داريا
1984 - 16/01/2013
من أوائل من خرج للتظاهر في الثورة السورية في 25/03/2011 في داريا, واعتقل لدى المخابرات الجوية نتيجة لذلك، لكنه واصل نشاطه وشارك على امتداد الثورة في مختلف النشاطات السلمية والإغاثية والإعلامية. 
استشهد نتيجة القصف الصاروخي العنيف على داريا بعد ظهر الأربعاء 16/01/2013.

 آخر ما كتبه :
"أهلي وجميع أهالي داريا، ورفاقي المهجرين... عيوننا إليكم ترحل كل يوم"





أبو يزن - قبل الثورة
خريج كلية تجارة و أقتصاد
استاذ في المدرسة التجارية بداريا
محاسب في احدى الشركات

أبو يزن - في الثورة
خريج مظاهرات في الصف الأول
معتقل
متعهد بالتضحية بكل شيء فداء لقضيته
استاذ في الحرية و الحراك السلمي
من الإغاثة الى التوثيق الى التصوير الى التحضير الى المظاهرات
ايجاد افكار ثورية تفاني بتنفيذ الأفكار
مساعد للحراك المسلح
شهيد في ضيافة الرحمن

إن انجازاته الثورية و استعداده في التضحية
رفعته من درجة ثائر الى درجة شهيد






السيرة المطولة:

الشهيد الناشط محمد شحادة (أبو يزن )

"أهلي وجميع أهالي داريا، ورفاقي المهجرين... عيوننا إليكم ترحل كل يوم"
هذا من آخر ما كتبه محمد فارس شحادة، أو «أبو يزن» كما يناديه أصدقاؤه. الشهيد الذي لم يغب عن ساحات الثورة منذ انطلاقتها وحتى آخر لحظات حياته.
محمد، البالغ من العمر 28 عامًا، حاصل على شهادة في الاقتصاد من جامعة دمشق، ومدرس في الثانوية التجارية في داريا، استشهد قبل أربعة أيام من موعد زفافه.

أبو يزن في الثورة
شارك محمد في أول مظاهرة خرجت في داريا بتاريخ 25 آذار 2011 برفقه العشرات من أهالي المدينة. كما كان محمد من المشاركين في ما سمي وقتها بجلسات الحوار الوطني والتي عُقدت في المركز الثقافي في داريا في بدايات الثورة، وتناقش مع موفدي النظام ودافع عن مبادئه وإيمانه بالتغيير السلمي.
ومنذ مشاركته في تلك المظاهرة لم يغب أبو يزن عن ساحة الثورة سوى خلال الأيام التي قضاها في سجون النظام بعد أن اعتقلته المخابرات الجوية في جمعة الحرائر في 12 أيار 2011. وداخل المعتقل تعرض محمد لتعذيب شديد ما أدى إلى إصابته بالكثير من الجروح، منها جرح في رأسه تمت معالجته دون تخدير، وهو ما كان بمثابة شكل آخر من أشكال التعذيب.
ورغم ذلك كله، لم يثنه الاعتقال عن المضي في الدرب الذي بدأه، فبعد خروجه من المعتقل عاد إلى النشاط الثوري بهمة أكبر وعزيمة أقوى. ووهب نفسه للثورة وترك كل نشاطاته الأخرى، محافظًا على روح النشاط السلمي في أفعاله وأقواله. فكان على الدوام بين المتظاهرين وكان مع عدد من شبان المدينة يتكفلون بالتجهيز للمظاهرات وإحضار مستلزماتها من إذاعة وأعلام ولافتات. كما كان يسعى لإخراج صوت المدينة على الإعلام وقنوات التلفزة، فكان يحمل كاميرته في المظاهرة ليزود الإعلام بصورها، وكان مديرًا في صفحة «عدسة شاب ديراني» على الفيسبوك.
أبو يزن كان أيضًا أحد أعضاء المجموعة التي أسست جريدة عنب بلدي مطلع العام 2012، وبقي عضوًا فيها أشهرًا قبل أن يتفرغ للنشاطات الأخرى وينسحب من فريق العمل، مفسحًا المجال أمام غيره للانضمام للفريق، وكان أحد المراسلين الميدانين للجريدة يزودها بالأخبار والتطورات الميدانية، وكان بالنسبة لها مصدرًا غنيّا بمعلومات الثورة وأحداثها.
وكان أبو يزن عونًا لرفاقه من الناشطين في المجال الإغاثي، لاسيما بعد مجزرة داريا الكبرى في آب 2012، إذ كان يُمضي معظم وقته بحثًا عن العائلات المحتاجة ليقدم لهم ما يستطيع من عون ومساعدة.
كما لعب دورًا أساسيًا في تنظيم حملة التنظيف التي شملت معظم شوارع داريا في شهر آب من عام 2012، فكان يحضر المعدّات وأدوات التنظيف تارة، ويحمل المكنسة تارة أخرى ليكون قدوة لغيره من الشباب.
كما ساهم بتأسيس المجلس المحلي لمدينة داريا، وشغل فيه عضوية في مكتب الحراك السلمي ليتابع نشاطه الثوري تحت مظلة المجلس.

طالبًا وأستاذًا
تفوق محمد في دراسته، وكان من الأوائل على دفعته من الحاصلين على الشهادة الثانوية التجارية في العام 2004، فكان بين من دخلوا مباشرة إلى كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، ودرس فيها حتى تخرجه عام 2011 ليحصل على شهادةٍ في المحاسبة من كلية الاقتصاد. وأثناء دراسته عاد إلى مدرسته التجارية التي درس فيها سابقًا ليقوم بدور المعلم، فدرّس فيها لمدّة خمس سنوات، قبل أن يضطر للتوقف بسبب ملاحقة رجال الأمن له، بعد مشاركته في المظاهرات التي خرجت في المدينة. كما كان جهره بالمطالبة بالحرية أمام تلاميذه، وحثه إياهم على المطالبة بحقوقهم وحق الشعب في الكرامة والحرية سببًا إضافيًا ورئيسيًا لملاحقة أجهزة الأمن له.
كان محمد محط إعجاب وتقدير طلابه الذين كانوا يرون فيه قدوة لهم. إذ كان واضح الموقف ثابت المبدأ، صاحب عقل نيّر وفكر منفتح ومنطقي، قائم على مبادئ الحق والعدل، معتدل الاتجاه، لم يحصر أفكاره بتيار ما بل كان يؤيد الصواب أين ما كان.

شهيدًا...
مع بدء الحملة الأخيرة لقوات النظام على مدينة داريا، والمستمرة منذ أكثر من شهرين والتي دفعت بمعظم أهالي المدينة للنزوح عنها، كان أبو يزن من بين الذين قرروا البقاء في المدينة، رغم الدعوات المتكررة له بالخروج منها ليقيم في دمشق، ورغم العروض الكثيرة التي تلقاها للعمل خارج البلاد.
ويوم الأربعاء 16 كانون الثاني 2012 غادر محمد مكان إقامته لقضاء حاجة ما، ففقد رفاقه الاتصال به منذ تلك اللحظة. وفي اليوم التالي وُجدت السيارة التي كان يقودها وقد أصابها صاروخ أدى لاحتراقها واستشهاده.
كان خبر استشهاده كالصاعقة على أهله وخطيبته وأصدقائه الذين لا يزال بعضهم في حالة من الذهول حتى اليوم. ورغم عظم المصاب إلا أن الإيمان بقضاء الله وقدره، والصبر والرضى بأمر الله كان مما ميّز والديه وأهله. فكانت أول كلمة قالها والداه عندما سمعا نبأ استشهاده: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، حسبنا الله ونعم الوكيل.
أما شقيقه الذي حضر خصيصًا لرؤيته والصلاة عليه فقد كان مثال الصبر والرضى بقضاء الله وقدره رغم هول المشهد والموقف.
يقول أحد أقربائه لعنب بلدي، «قدم محمد إلينا الأسبوع الفائت وبات عندنا ثلاث ليالٍ على غير عادته. وقبل أن يغادرنا ليعود إلى عمله في داريا، ودّع والديه وقبّل أيديهما، وودع أبناء عمه، وكانت أخر جملة قالها ‹حاسس حالي ما عاد شوفكم› وذهب لتبقى عيني والدته تلاحقانه.»
كان محمد اتفق مع خطيبته على مفاجأة أهلهم ورفاقهم بتحديد اليوم الأحد 20 كانون الثاني كموعد لزواجهما، لكن كانت إرادة الله أن يزف عريسًا إلى الجنة.
رحل محمد ليترك خلفه فراغًا كبيرًا في قلوب محبيه، ليلتحق بموكب أصدقائه الشهداء: محمد قريطم أبو النور، أيمن مراد، والساروت أحمد فتاش والقائمة تطول...
رحل وهو مشتاق لصديقه مروان شماشان الذي كان يصفه بـ «المعتقل المنسي»، والذي لا يزال يقبع في سجون النظام منذ عام.
بالأمس القريب كتب أبو يزن على صفحته في الفيس بوك: «أسوأ شي بالحرب إنو ما في وقت كتير نزعل على حبايبنا.. الواقع بيفرض علينا نفكر باللحظة التالية». كلمات كأنه يوصي من خلالها أصدقاءه بمتابعة الطريق حتى تحقيق النصر.





الأربعاء، 16 يناير 2013 | | | | |

هناك تعليق واحد :

 

Receive All Free Updates Via Facebook.